فصل: دحس

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العباب الزاخر واللباب الفاخر ***


خرس

الخَرْسُ والخِرْسُ -بالفتح والكسر-‏:‏ الدَّنُّ، عربي صحيح، والجمع‏:‏ خُرُوْس، وصانِعُه الخَرّاس، قال العجّاج‏:‏

مُعَلِّقينَ في الكلابيب السُّفَرْ *** وخَرْسَهُ المُحْمَرُّ فيه ما اعتَصَر

وقال النابغة الجعدي -رضي الله عنه- يصف الخمر ودَنَّها‏:‏

رُدَّتْ إلى أكْلَفِ المناكِبِ مَرْ *** سُومٍ مَقيمٍ في الطين مُحتَدِم

جَوْنٍ كجوزِ الحِمارِ جَرَّدَهُ ال *** خَرّاسُ لا ناقِسٍ ولا هَزِم

والخُرْسُ -بالضم-‏:‏ طعام الولادة، قال‏:‏

كل الطعام تشتهي رَبيْعَهْ *** الخُرْسَ والإعذارَ والنَّقيعَه

وأما طعام النُّفَسَاءِ نفسها فهو‏:‏ الخُرسَة‏.‏ وكان بعض الصالحين إذا دُعِيَ إلى طعامٍ قال‏:‏ أفي عُرْسٍ أم خُرْسٍ أم إعذارٍ، فإن كان واحد من ذلك أجاب، وإلاّ لم يُجِب‏.‏ وفي الحديث‏:‏ وخُرْسَةُ مَرْيَمَ‏.‏ وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ص م ت‏.‏

والخَروس في قول أبي دُواد جاريَةْ بن الحجّاج الإيادي‏:‏

شَرُّكُم حاضِرٌ وخيرُكُم دَرْ *** رُ خَرُوْسٍ من الأرانِبِ بِكْرِ

البِكْرُ‏:‏ في أوَّلِ حَملها، ويقال‏:‏ هي التي تُعمَل لها الخُرسَة‏.‏ والخَروس -أيضًا-‏:‏ القليلة الدَّرِّ‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ خَصَّ الأرانِبَ لأنها أقل ما تُحلَبْ لَبَنًَا‏.‏

وخَرِسَ -بكسر الراء-‏:‏ إذا شَرِبَ بالخَرْسِ‏.‏

والخَرَسُ -بالتحريك-‏:‏ مصدر الأخرَس، وقد خَرِسَ، والجمع‏:‏ خُرس وخُراسان؛ كما قالوا سودان وبيضان‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ الخَرَسُ‏:‏ انعقاد اللسان عن الكلام‏.‏

ولبنٌ أخرَس‏:‏ أي خاثِر لا صَوْتَ له في الإناء‏.‏

وقال اللّيث‏:‏ عَلَمٌ أخرَس‏:‏ إذا لم يُسْمَع فيه صوت صدى، يعني الأعلام التي يُهتَدى بها‏.‏

والأُخَيْرِس‏:‏ سيف الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي -رضي الله عنه-، وفيه يقول‏:‏

فما جَبُنَتْ خيلي بفَحْلَ ولا وَنَت *** ولا لُمْتُ يومَ الرَّوعِ وَقْعَ الأُخَيْرسِ

وكتيبة خرساء‏:‏ وهي التي لا يسمع لها صوتًا لوِقارِهِم في الحرب‏.‏ وقال أبو عبيد‏:‏ هي التي صَمَتَتْ من كَثْرَةِ الدّروع وليست لها قعاقع، وقال أبو النجم‏:‏

إنَّ السيوفَ تُجيرَنا ونُجيرُها *** كلٌّ يُجيرُ بعِزَةٍ ووفاءِ

لا يَنْثَنِيْنَ ولا تَفِرُّ بحَدِّها *** عن حدِّ كُلِّ كَتيبَةٍ خَرْساءِ

وسحابَةُ خرساء‏:‏ ليس فيها رعد ولا برق‏.‏

والخَرْساء- أيضًا-‏:‏ الدّاهية‏.‏ وقال الأُمَويُّ‏:‏ رجلٌ خَرِسٌ -بكسر الراء- وخَرِشٌ‏:‏ وهو الذي لا ينام بالّليل‏.‏ فأمّا قول أبي حِزام غالِب بن الحارث العُكْلي‏:‏

لُوْسُهُ الطَّمْشُ إن أراد شماجا *** خَرِشَ الدَّمْسِ سَنْدَرِيًّا هَمُوْسا

فالرِّواية فيه بالشين المُعجَمَة‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الخُرْسى -مثال حُبْلى-‏:‏ هي التي لا تِرْغُو من الإبل‏.‏

وخُرَاسان‏:‏ بلاد مشهورة، والنّسْبَةُ إليها خُراساني وخُراسي وخُرسي وخُرْسَني وخُراسَني، ويجمع الخُرسِيُّ خُرْسِيْنَ -بتخفيف باء النّسْبَةِ-، كما قالوا في جمع الأشعريّ الأشعرُون؛ وفي جمع الأعجَمِيّ الأعجمون؛ وفي جمع البابليّ البابِلون، وأنشد اللّيث‏:‏

لا تُكريَنَّ بَعدَها الخُرْسِيْنا ***

وأخرَسَه الله، كما يقال‏:‏ أعماه وأصَمَّه‏.‏

ويقال‏:‏ خرَّستُ على المرأةِ تَخْريسا‏:‏ إذا أطعَمْتَ في ولادتها‏.‏ وقد خُرِسَتْ هيَ‏:‏ أي جُعِلَ لها الخُرْسُ، قال الأعلم الهُذَلي؛ ويُروى لِمَعْقِلِ بن خُوَيلِد الهُذَليّ‏:‏

إذا النُّفَسَاءُ لم تُخَرَّس ببكرِها *** غُلامًا ولم يُسْكَت بِحِتْرٍ فَطيمُها

ويُروى‏"‏ ‏"‏بِحكْرٍ‏"‏‏.‏ وتخرَّسَت هيَ‏:‏ إذا اتَخذَتْهُ لنفسها‏.‏ ومنه المثل‏:‏ تَخَرَّسي يا نفسُ فلا مُخَرِّسَةَ لكِ‏:‏ أي اصنعي لنفسِكِ الخُرْسَةَ، قالَتْه امرأة وَلَدَت ولم يكن لها من يهتمُّ بشأنها، يُضرَب في اعتناء المرء بنفسه‏.‏

والتركيب يدل على جنس من الآنِيَة، وعلى عدم النُّطق؛ وعلى الطعّام‏.‏

خربس

ابن دريد‏:‏ أرضٌ خَرْبَسيس‏:‏ صُلبَة، وعَرْبَسيس مثله‏.‏

قال والخَرْبَسيس والخَرْبَصيص -بالسين والصاد-‏:‏ من قولهم لا يملك خَربَسيسًا وخَرْبَصيصًا‏:‏ أي ما يملِكُ شيئًا‏.‏

خرمس

الإخْرِنْماسُ‏:‏ السُّكوت، ويقال بالإدغام‏:‏ اخْرَمَّسَ، وكذلك المضارع واسم الفاعل، قال‏:‏

وما يبقى على الحَدَثانِ غُفْرٌ *** بشاهقة له أمٌّ رؤوم

تبيت الليل حانيَةً عليه *** كما يَخْرَمِّسُ الإرْخُ الأطومُ

الأطوم‏:‏ الضَّمّام بين شفتيه‏.‏

وقال الليث‏:‏ اخْرَمَسَّ الرَّجُل‏:‏ إذا ذَلَّ وخضعَ، قال العجّاج يصف عِزَّهم‏:‏

تقاعَسَ العزُّ بنا فاقْعَنْسَسَا *** فَبَخَسَ الناسُ وأعْيا البُخَّسا

ودَخْدَخَ العَدُوُّ حتّى اخْرَمَّسا *** ذُلًا وأعطى مِنْ حِماهُ المُكَّسا

يريد‏:‏ أنَّ هذا العدو الذي كان يمنع ويحمي قومه وأرضه صار ذليلًا بِعِزِّنا فأعطى المُكَّسَ منا ما ساموه وطلبوه منه وراموه‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الخِرْمِس‏:‏ اللّيل المُظْلِم‏.‏

خسس

الخَسُّ‏:‏ هذا البَقلُ المعروف‏.‏

وخَسَّ نصيبَه يَخُسُّه -بالضم-‏:‏ إذا جعله خسيسًا‏.‏ والخسيس‏:‏ الدَّنيء والحقير، قال أبو زُبَيد حرملة بن المنذر الطائي‏:‏

فما أنا بالضّعيفِ فتظلموني *** ولا حَظِّي اللَّفاءُ ولا الخسيسُ

ويقال خَسِسْتَ بعدي -بالكسر- خِسّة وخَساسة‏:‏ إذا كان في نَفْسِهِ خَسيسًا؛ عن الفرّاء‏.‏

ويقال‏:‏ رفَعْتُ من خسيسته‏:‏ إذا فعلت به فعلًا تكون فيه رفعته‏.‏

وخَسِيسَةُ الناقة‏:‏ أسنانها دون الإثناء، يقال‏:‏ جاوَزَت الناقة خَسيسَتَها‏:‏ وذلك في السنة السادسة إذا ألقت ثَنِيَّتَها، وهي التي تجوز في الضَّحايا والهَدْيِ‏.‏

والخُسَاسَة -بالضم-‏:‏ عُلالَة الفَرَس، والقليل من المال أيضًا‏.‏

والخُسُّ -بالضم-‏:‏ اسم رجل، ومنه هند بنت الخُّس‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ الخُسُّ اسم رجل من إياد معروف، وهو أبو ابنة الخُسِّ‏.‏ وفي نوادر ابن الأعرابي‏:‏ يقال فيه خُسٌّ وخُصٌّ -بالسين والصاد-، وهو خُسُّ بن حابِس بن قُرَيط الإيادي‏.‏ وقال أبو محمد الأسْوَد‏:‏ لا يجوز فيه إلاّ الخُسُّ -بالسين-؛ فإنَّ الأسامي والأمثال لا تُضَاجَم إلاّ في حالِ الضرورة‏.‏

قال‏:‏ وابنةُ الخُسِّ‏:‏ من العماليق، والإيادية‏:‏ هي جُمعة بنت حابسٍ، وكانت فصيحةً أيضًا‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ العرب تسمِّي النجوم التي لا تَغْرُبُ نحو بناتِ نَعْشٍ والفَرْقَدَينِ والجدي والقُطب وما أشْبَهَ ذلك‏:‏ الخُسّانَ‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ يقال‏:‏ هذه الأمور خِسَاسٌ بينهم‏:‏ أي دوَل‏.‏

وقال ابن السكِّيت‏:‏ يقال أخْسَسْتُ‏:‏ إذا فعلْتُ فِعلًا خسيسًا‏.‏

وأخسَسْتُه‏:‏ وجدته خسيسًا‏.‏ واسْتَخَسَّه‏:‏ عدَّه خسيسا‏.‏

وامرأةٌ مُسْتَخِسَّة ومُسْتَخَسَّة‏:‏ قبيحة الوجه‏.‏

وشيء مُسْتَخِس ومُسْتَخَسَّ‏:‏ أي دون‏.‏

وتَخَاسَّ القوم الشيء‏:‏ أي تداولوه أو تبادروه‏.‏

والتركيب يدل على حقارة الشيء؛ وعلى تداول الشيء‏.‏

خفس

أبو عمرو‏:‏ الخَفْس -بالفتح-‏:‏ الاستهزاء‏.‏

والخَفْسُ -أيضًا-‏:‏ الأكل القليل‏.‏

وقال الليث‏:‏ يقال للرجل‏:‏ خَفَسْتَ يا هذا؛ وهو من سوء القول إذا قلت لصاحِبَك أقبح ما تقدر عليه‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ خَفَسْتُ الرجل‏:‏ صرعتُه؛ والبناء‏:‏ هدمتُه‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ الخَفيس‏:‏ الشراب الكثير المِزاج‏.‏

وأخفس الرجل‏:‏ إذا قال أقبح ما يقدر عليه مثل خَفَسَ‏.‏

وشراب مُخْفِس‏:‏ سريع الإسكار‏.‏ وأخْفِسْ‏:‏ أي أقِلَّ الماء وأكثِرِ النبيذ‏.‏

وقال الفرّاء‏:‏ الشراب إذا أكثَرتَ ماءه قُلت‏:‏ خَفَسْتُه وأخْفَسْتُه وخَفَّسْتُه تَخْفِيْسًا‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ تَخَفَّسَ‏:‏ أي انجَدَلَ، والتَّخَفُّس‏:‏ الاضْطِجاع‏.‏

وماء مُنْخَفِس‏:‏ مُتَغيِّر‏.‏

خلس

الدِّينوري‏:‏ الخَلْسُ -بالفتح-‏:‏ الكلأ اليابس ينبت في أصلِه الرَّطِب فيختَلِط، مثل الخليس، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سَلَمَة بن عامِر بن هَرْمَة‏:‏

كأنَّ ضِعافَ المَشْيِ من وَحْشِ بِينَةٍ *** تَتَبَّعُ أوراقَ العِضاةِ معَ الخَلْسِ

وخَلَسْتُ الشيء‏:‏ إذا سَلَبتَه، والاسم‏:‏ الخُلْسَة -بالضم-، يقال‏:‏ الفرصَةُ خَلْسَة‏.‏

والخُلْسَةُ -أيضًا-‏:‏ الاسم من قولهم‏:‏ أخْلَسَ النباتُ‏:‏ إذا اختلط رَطْبُه ويابِسُه، قال سُوَيد المراثِد‏:‏

فتىً قبلٌ لم تُعْبِسِ السِّنُّ وجهَهُ *** سِوى خُلْسَةٍ في الرأسِ كالبَرْقِ في الدُّجى

والخَلِيْس‏:‏ الأشمط‏.‏

والخَلِيْس‏:‏ النبات الهائج‏.‏

وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «أنَّه بعث رجلًا إلى الجِنِّ فقال‏:‏ سِرْ ثلاثًا حتى إذا لم ترَ شمسًا فاعلِفْ بعيرًا أو أشْبِع نفسًا؛ حتى تأتي فتياتٍ قعسًا ورجالًا طُلْسًا ونساءً خُلْسًا»‏.‏ قوله‏:‏ ‏"‏خُلْسًا‏"‏ أي سُمْرًا قد خالَطَ بياضهُنَّ سوادٌ، من قولهم‏:‏ شَعَرٌ خليس، والجمع‏:‏ خُلُس؛ مثل نذير ونُذُر، فخفَّفَ‏.‏

والخِلاسيُّ‏:‏ الولد بين أبوين أسود وأبيض؛ والديك بين دجاجتين هندية وفارسيَّة‏.‏

وفي واحد الخُلُس ثلاثة أوجه‏:‏ أن يكون فَعلاء تقديرًا، وأن يكون خَليسًا، وخِلاسيَّة على تقدير حذف الزائدتين كأنَّكَ جَمَعْتَ خِلاسًا‏.‏ والقياس خُلُس؛ نحو كِناز وكُنُز، فَخَفَّفَ‏.‏

وإذا ضَرَبَ الفحل الناقة ولم يكن أُعِدَّ لها قيل لذلك الولد‏:‏ الخُلْسُ‏.‏

وخِلاس بن عمرو الهَجَري‏:‏ من التابعين‏.‏

وخِلاس بن يَحيى التَّميمي‏:‏ من أتباع التابعين‏.‏

وسِماك وبشير ابنا سَعْد بن ثعلَبَة بن خَلاّس -بالفتح والتشديد- رضي الله عنهما‏:‏ لهما صُحبة، وكذلك لعبد الله بن عُمَير بن حارِثَة بن ثَعْلَبَة بن خلاّس- رضي الله عنه-‏.‏

وعبّاس بن خُلَيس -مصغرًا-‏:‏ من أتباع التابعين‏.‏

وأخْلَسَ رأسه‏:‏ إذا خالط سوادُهُ البياض‏.‏

وأخْلَسَ النَّبات‏:‏ إذا اختلط رَطبُه ويابِسُه‏.‏

ومُخالِس‏:‏ اسم حصان من خيل العرب معروف، قيل‏:‏ هو لِبَني هلال، وقال أبو محمد الأعرابي‏:‏ هو لِبَني عقيل، وقال أبو النَّدى‏:‏ هو لِبَني فقيم، قال مُزاحِم العقيلي‏:‏

يقودانِ جُرْداُ من بَناتِ مُخالِسٍ *** وأعوَجَ تُقْفى بالأجِلَّةِ والرِّسْلِ

وقال الليث‏:‏ الاختلاس أوحى من الخَلْس وأخَصُّ‏.‏ وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «ليس على المُنْتَهَب ولا على المُختَلِسِ قَطْعٌ»‏.‏

وقال الخليل‏:‏ من المصادر المُخْتَلَس والمُعْتَمَد، فالمُخْتَلَس ما كان على حَذو الفِعْلِ؛ نحوَ انصَرَفَ انصِرافًا ورَجَعَ رجوعًا، والمُعْتَمَد ما اعتَمَدْتَ عليه فَجَعَلْتَه اسمًا للمصدر، نحو المَذْهَب والمَرْجِع وقولك أجَبْتَه جابَةً، وهو المُعتَمَد عليه، ولا يُعْرَف المُعْتَمَد إلاّ بالسماع‏.‏

وتَخَلَّسْتُ الشيء‏:‏ مثل اختَلَسْتُه‏.‏

والتخالُسُ‏:‏ التَّسالُب‏.‏

وقال الليث‏:‏ القِرنان يَتَخالَسَان‏.‏

أيُّهُما يقدِر على قتل صاحِبِه‏.‏ قال أبو ذُؤيب الهُذَليُّ يَصِف شُجاعَيْنِ‏:‏

فَتَخالَسا نفسَيهِما بِنَوافِذٍ *** كنَوافِذِ العُبُطِ التي لا تُرْقَعُ

وروى الأصمعيُّ‏:‏ ‏"‏كنوافِذِ العُطُبِ‏"‏ أي القُطن‏.‏ وقال الباهلي‏:‏ أراد مَوْضِعَ الجَيبِ والكُمِّ؛ شَبَّهَ الطَّعْنَةَ بهما، أي جعل كل واحد منهما يَخْتَلِسُ نفس صاحِبِه، يطعنُ هذا هذا و هذا هذا‏.‏

والتركيب يدل على الاختطاف والالتماع‏.‏

خلبس

الخُلابِس -مثال عُذافِر-‏:‏ الكَذِب‏.‏

والخُلابِس -أيضًا-‏:‏ الحديث الرقيق، قال الكُمَيت يصف آثار الديار‏:‏

بما قد أرى فيها أوانِسَ كالدمى *** وأشْهَدُ منهنَّ الحَديثَ الخُلابِسا

ويروى‏:‏ ‏"‏أوانِسَ بُدَّنا‏"‏، وروى الأمويُّ‏:‏ ‏"‏الخَلابِسا‏"‏ -بفتح الخاء- يريد الخَلابِيْس وهو الباطل‏.‏

والخَلابِيْس -أيضًا-‏:‏ المتفرِّقون‏.‏

والخَلابِيْس‏:‏ الأخلاط من كل وجه، قال حسّان بن ثابت رضي الله عنه‏:‏

أمسى الخَلابِيْسَ قد عَزُّوا وقد كَثُرُوا *** وابن الفُرَيْعَة أمسى بَيْضَةَ البلدِ

وقال الليث‏:‏ الخَلابِيْس‏:‏ الكَذِب‏.‏

والخَلابِيْس‏:‏ أن تَروي الإبل ثم تذهب ذهابًا شديدًا حتى تُعَنِّي الراعي، يقول الرجل لصاحبه‏:‏ أكفيكَ الإبل وخَلابِيْسَها‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ الخِلْبيس‏:‏ واحد الخَلابِيْس‏.‏ ودفع ذلك الأصمعي وقال‏:‏ لا أعترِفُ للخَلابِيْس واحِدًا، قال‏:‏ والخَلابِيْس‏:‏ الشيء الذي لا نظام له ولا يجري على استواء، قال المتلمِّس‏:‏

إنَّ العِلافَ ومَنْ باللَّوْذِ مِنْ حَضَنٍ *** لمّا رأوْا أنَّه دينٌ خَلابِيْسُ

شَدُّوا الجِمالَ بأكوارٍ على عَجَلٍ *** والظُّلمُ يُنكِرُهُ القوم المَكايِيْسُ

وقال ابن عبّاد‏:‏ أمر خَلابِيْس‏:‏ أي ذو مكرٍ وخداع ليس بالمستقيم‏.‏

قال والخَلابِيْس‏:‏ اللِّئام والأنذال‏.‏

وقال الليث‏:‏ الخَلَنْبوس‏:‏ حَجَرُ القدّاح‏.‏

وخَلْبَسَهُ وخَلْبَسَ قَلْبَه‏:‏ إذا فتنه وذهب به؛ كما يقال خَلَبَه، وليس يَبْعُدُ أن يكون هذا هو الأصل لأنَّ السين من حروف الزيادات‏.‏ وقال ابن فارس‏:‏ هو منحوت من كلمتين خَلَبَ وخَلَسَ‏.‏

خلمس

أبو عمرو‏:‏ تقول‏:‏ رَعَيْتُ خُلْموسًا؛ وذاك أن ترعى أربع ليالٍ ثم تورِد غُدوَة أو عشيَّة؛ لا تتَّفِق على وِرْدٍ واحد فهي الخَلابِيْس‏.‏

خمس

الخَمْسة‏:‏ عدد، يقال‏:‏ خمسة رجال وخمسُ نسوة، والتذكير بالهاء‏.‏ وجاء فلان خامِسًا وخامِيًا -أيضًا-، وأنشد ابن السكِّيت‏:‏

كم للمنازِلِ من شهرٍ وأعوامِ *** بالمُنحنى بين أنهاءٍ وآجامِ

مضى ثلاثُ سنينٍ منذُ حلَّ بها *** وعام حُلَّ وهذا التابع الخامي

وثوبٌ مَخْموس‏:‏ طولُه خَمسُ أذرُع، وكذلك الرُّمح وغيره، قال عَبيد بن الأبرص‏:‏

هاتِيْكَ تَحمِلُني وأبيَضَ صارِمًا *** ومُدَرَّبًا في مارِنٍ مَخمُوسِ

يعني رمحًا طولُ مارِنِهِ خَمْسُ أذرُع‏.‏

وخَمَسْتُ القومَ أخْمُسُهُم -بالضم-‏:‏ إذا أخذتُ منهم خُمْسَ أموالهم‏.‏

وخَمَسْتُهُم أخْمِسُهُم -بالكسر-‏:‏ إذا كنتُ خامِسَهم؛ أو كَمَّلْتَهُمْ خمسةً بنفسك‏.‏

وحبلٌ مخموس‏:‏ أي من خَمْسِ قُوىً‏.‏

وتقول‏:‏ عندي خمسة دراهم، الهاء مرفوعة‏.‏ وإن شئتَ أدغَمْتَ، لأنَّ الهاء من خمسة تصير تاءً في الوصل فتُدغَمُ في الدّال‏.‏ فإن أدخَلْتَ الألف واللام في الدراهم قُلْتَ‏:‏ عندي خمسةُ الدَّراهِمِ -بضم الهاء- ولا يجوز الإدغام، لأنَّكَ قد أدغَمْتَ اللاّم في الدّال؛ فلا يجوز أن تُدغِمَ الهاء من خمسةِ وقد أدغَمْتَ ما بَعدها‏.‏ قال الفرزدق يمدح آل المُهَلَّبِ‏:‏

ما زال مُذْ عَقَدَت يداهُ إزارَه *** فَدَنا فأدرَكَ خمسة الأشبارِ

يُدني خَوافِقَ من خَوافِقَ تلتقي *** في كُلِّ مُعتَبَطِ الغُبارِ مُثارِ

وتقول في المؤنَّث‏:‏ عندي خَمْسُ القدور، كما قال ذو الرُّمَّة‏:‏

وهل يرجع التسليم أو يَكشِف العمى *** ثلاثَ الأثافي والرُّسُومُ البلاقِعُ

وتقول‏:‏ هذه الخمسة الدراهم، وإن شئت رفعت الدراهم وتُجريها مجرى النَّعْتِ، وكذلك إلى العشرة، وحكى الفرّاء عن الكِسائي أنَّهُ أنشده‏:‏

فيمَ قَتَلْتُم رجُلًا تَعَمُّدا *** مُذْ سَنَةٌ وخَمِسون عددا

ويروى‏:‏ ‏"‏علامَ قَتْلُ مُسلِمٍ تَعَبُّدا‏"‏ و ‏"‏تَعَبَّدا‏"‏، الأولى رواية أبي زيد، والثانية رواية أبي حاتم‏.‏ فَكَسَرَ الميم من خَمٍسون؛ والكلام خَمْسون، كما قالوا خمسَ عَشِرَة‏؟‏ بكسر الشين-‏.‏ وقال الفرّاء‏:‏ رواهُ غَيْرُه ‏"‏خَمَسون عددًا‏"‏ -بفتح الميم-، بَنَاهُ على خَمْسَةٍ وخَمَسَات‏.‏

ويوم الخَميس‏:‏ جمعُهُ أخْمِساء وأخْمِسَة، قال رؤبة يصِف كِبَرَه‏:‏

أحسِبُ يومَ الجَمْعَةِ الخَميسا ***

والخميس‏:‏ الجيش؛ لأنّه خمس فرق‏:‏ المقدَّمة والقلب والميمنة والميسرة والسّاقَة‏.‏ ومنه ما رَوى أنس بن مالك‏؟‏ رضي الله عنه-‏:‏ أن النبي‏؟‏ صلى الله عليه وسلّم- صَبَّح خيبر يوم الخميس بُكرَةً، فجاء وقد فَتَحوا الحِصْنَ وخرجوا منه معهم المَسَاحيُّ، فلمّا رأوه حالوا إلى الحصن وقالوا‏:‏ محمد والخميس محمد والخميس، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «الله أكبر خَرِبَت خَيبر، إنّا إذا نَزَلْنا بِسَاحَةِ قومٍ فَسَاءَ صباح المُنْذَرين»‏.‏ قال‏:‏

قد نضرِبُ الجيش الخميس الأزورا *** حتى نرى زَويرَه مُجَوَّرا

الزَّوِيْر‏:‏ الزعيم؛ فجعله صفة‏.‏

والخميس‏؟‏ أيضًا-‏:‏ الثوب الذي طوله خمس أذرع‏.‏ ومنه حديث مُعاذ بن جبل -رضي الله عنه-‏:‏ ائتوني بخميس أو لَبيس آخذه منكم في الصَّدَقة فانَّه أيسرُ عليكم وأنفع للمهاجرين بالمدينة‏.‏ كأنَّه يَعني القصير من الثياب‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ يقال ما أدري أيُّ خميسِ الناسِ هو‏:‏ أي أيُّ جماعةِ النّاسِ هو‏.‏

وقد سَمَّوا خميسًا‏.‏

والخِمْس -بالكسر-‏:‏ من إظماء الإبل‏:‏ هو أن ترعى ثلاثةَ أيّامٍ وتَرِدَ اليوم الرابع، قال العجّاج يَصِفُ بعيرًا‏:‏

كأنّه من بعدِ طولِ العَفْسِ *** ورَمَلانِ الخِمْسِ بَعْدَ الخِمْسِ

والسِّدْسِ أحيانًا وفوق السِّدْسِ *** يُنْحَتُ من أقطارِهِ بفأسِ

وهي إبلٌ خَوَامِس‏.‏ وأما قول شبيب بن عَوَانة‏:‏

عَقيلَةُ دَلاّهُ لِلَحْدِ ضَريحِهِ *** وأثوابُهُ يَحْمِلْنَ والخِمْسُ مائحُ

فعقيلة والخِمْس‏:‏ رجُلان‏.‏

والخِمْس -أيضًا-‏:‏ ضَرْبٌ من بُرُود اليمن، قال أبو عمرو‏:‏ أوَّلُ من عُمِلَ له ملكُ من ملوك اليَمَن يقال له الخِمْس فنُسِبَ إليه، قال الأعشى يصف الأرض‏:‏

يومًا تراها كَشِبه أرْدِيَة ال *** خِمْسِ ويومًا أدِيْمَها نَغِلا

وفَلاةُ خِمْس‏:‏ إذا انتاط ماؤها حتى يكون وِرْدُ النَّعَمِ اليومَ الرَابع سِوى اليومَ الذي شَرِبتَ فيه وصَدَرْتَ فيه‏.‏

ويقال‏:‏ هُما في بُرْدَةِ أخْماسٍ‏:‏ إذا تقاربا واجتمَعا واصطَلَحا، وأنشد ابن السكِّيت‏:‏

صَيَّرَني جُودُ يديهِ ومَنْ *** أهْواهُ في بُرْدَةِ أخْماسِ

كأنَّه اشترى له جارِية أو ساقَ مهرَ امرأتِهِ عنه‏.‏ وقال ابن الأعرابي‏:‏ يقال هما في بَرْدَةِ أخماسٍ‏:‏ إذا كانا يفعلان فِعلًا واحِدًا يشتبهان فيه كأنَّهُما في ثوبٍ واحِدٍ‏.‏

وقولَهُم‏:‏ فلان يضرِب أخماسًا لأسداس‏:‏ أي يسعى في المَكْرِ والخديعة، وأصله من إظماء الإبل، وذلك أنَّ الرجل إذا أراد سفرًا بعيدًا عَوَّدَ إبِلَهُ أن تشرَبَ خِمسًا ثم سِدسًا، حتى إذا أخذت في السير صَبَرَت عن الماء‏.‏ وضَرَبَ‏:‏ بمعنى بيَّنَ وأظهَرَ، كقوله عزَّ وجل‏:‏ ‏{‏ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا‏}‏، والمعنى‏:‏ أظهَرَ أخماسًا لأجل أسداسٍ، أي رَقّى إبِلَهُ من الخِمْسِ إلى الِّدْسِ، يُضرَب لِمَن يُظهِر شيئًا ويريد غيره، وأنشد ثعلب‏:‏

الله يعلمُ لولا أنَّني فَرِقٌ *** من الأمير لعاتَبْتُ ابن نِبراسِ

في موعِدٍ قالَهُ لي ثُمَّ أخلَفَني *** غدًا غدًا ضَرْبُ أخماسٍ لأسداسِ

وقال الكُمَيت‏:‏

وعَطَّفَتِ الضِّبابَ أكُفُّ قومٍ *** على فُتْخِ الضفادعِ مُرْئمِينْا

وذلك ضَرْبُ أخماسٍ أُريدَت *** لأسداسٍ عسى ألاّ تكونا

وقيل في أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أيّامَ الحَكَمَيْنِ حين كان من أمرِه ما كان‏:‏

لو كان للقوم رأيٌ يُعْصَمونَ بَهِ *** عند الأمور رَمَوْهُم بابن عَبّاسِ

لكن رَمَوْهُم بِشَيخٍ من ذوي يَمَنِ *** لا يَضْرِبُ الأمْرَ أخماسًا لأسْداسِ

وقال سابق البربري‏:‏

أذاكِرُ أنت عهد الحيِّ أم ناسِ *** وليس للصبرِ عند الحُبِّ من باسِ

إذا أراد امرؤٌ هَجْرًا جنى عِلَلًا *** وظلَّ يضرِبُ أخماسًا لأسداسِ

وقال الكُمَيْتُ يمدح مَسْلَمَة بن هِشام‏:‏

ألَستُم أيْقَظَ الأقوامِ أفئدةً *** وأضْرَبَ الناس أخماسًا لأعشارِ

وغُلامٌ رُباعيّ وخُماسيّ‏:‏ أي طوله أربعة أشبار وخمسة أشبار، ولا يقال سُداسيّ ولا سُباعيّ؛ لأنه إذا بلغ ستّة أشبار أو سبعة أشبار صار رجلًا‏.‏ وقال إبراهيم الحربي -رحمه الله-‏:‏ حدَّثَنا الحسن بن عبد العزيز عن الحارِث عن ابن وَهْب قال‏:‏ أخْبَرَني ابن لهيعة عن خالِد‏:‏ أنه سأل القاسم وسالِمًا عن الرَّجل يشتري غلامًا تامًّا ويُسْلِفُهُ ثمنه فإذا حلَّ الأجَل قال خُذ منّي غُلامَين خَماسيَّينِ أو عِلْجًا أمْرَد، قال‏:‏ لا بأس‏.‏

والخُمْسُ والخُمُسُ‏:‏ جزءٌ من خمسة، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏واعْلَمُوا أنَّ ما غَنِمْتُم من شيءٍ فأنَّ للّهِ خُمُسَه‏}‏، وقرَأَ الخليل‏:‏ ‏"‏خُمْسَه‏"‏ بإِسكان الميم‏.‏

ويُقال‏:‏ جاءوا خُماسَ ومَخْمَسَ؛ كما يقال ثلاث ومَثْلَث‏.‏

وخَمَاساء -مثال بَراكاء-‏:‏ موضِع‏.‏

وأخْمَسَ القَوم‏:‏ صاروا خَمْسَة‏.‏

وأخْمَسَ الرجل‏:‏ إذا وَرَدَت إبلُه خِمْسًا‏.‏ وقال رؤبة‏:‏ سَمِعْتُ أبي يتعجَّب من قوله‏:‏

يُثيرُ ويُذري تُرْبَها ويَهيلُهُ *** إثارَةَ نبّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ

وخَمَّسْتُ الشيءَ تَخميسًا‏:‏ جعلتُهُ ذا خَمْسَةِ أركان‏.‏

خنبس

الخُنابِس‏:‏ الكريه المنظر‏.‏

ويقال للأسد‏:‏ الخُنابِس، والجمع‏:‏ الخَنَابِس -مثال جُوالِق وجَوَالِق-، قال طُرَيح بن إسماعيل الثقفي‏:‏

غُبْسٌ خَنابِسُ كُلُّهُنَّ مُصَدَّرُ *** نَهْدُ الزِّبِنَّةِ كالعَريشِ شَتيْمُ

وليلٌ خُنابِس‏:‏ شديد الظُّلْمَة‏.‏

والخُنابِس‏:‏ القديم الشديد الثابت‏.‏ وقال ابن فارس‏:‏ أمّا قولهم للقديم خُنابِس فموضوع لا يُعرَف اشتقاقهُ، قال القطاميّ‏:‏

وقالوا‏:‏ عليك ابن الزَّبَيرِ فَلُذ بِهِ *** أبى اللهُ أن أخْزى وعِزّي خُنابِسُ

والخُنابِسَة‏:‏ اللّبوة التي استبان حَمْلُها‏.‏

وقال زيد بن كَثوَة‏:‏ الخُنابِس من الرجال‏:‏ الضخم الذي تعلوه كَرْدَمَة، من رِجالٍ خُنابِسين، ويستعار للَّيث القوي، وأنشد الإيادي‏:‏

ليثٌ يخافُكَ خَوْفَهُ *** جَهْمٌ ضُبارِمَةٌ خُنابِسْ

والخَنْبَس -بالفتح-‏:‏ مثل الخُنابِس‏.‏

ودُعْجة بن خَنْبَس بن ضيغم بن جَحشَنَة بن الرَّبيع بن زِياد بن سَلامة بن قيس بن تُوَيل، والربيع فارسٌ شاعِرٌ، وهو فارس العَرَادَة‏.‏

وزِيادة بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن قُرَّة بن خِنْبَس -بالكسر-‏:‏ شاعر‏.‏

وهُدبَة بن خَشْرَم بن كُرْز بن أبي حيَة بن الأسْحَم بن عامِر بن ثعلبة بن قُرَّة بن خِنْبِس‏:‏ الشاعر المشهور‏.‏

وخَنْبَسَ‏:‏ إذا قَسَمَ الغنيمة‏.‏

وخَنْبَسَة الأسد‏:‏ تَرَارَتُه؛ ويقال مِشيَتُه‏.‏

خنس

خَنَسَ عنه يَخْنُسُ ويَخْنِسُ -بالضم والكسر-‏:‏ أي تاخَّرَ، خَنْسًا وخُنُوسًا‏.‏

والخَنّاس‏:‏ الشيطان، قال الزجّاج في قولِهِ تعالى‏:‏ ‏{‏فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ‏}‏‏:‏ خُنُوْسُها أنَّها تغيب كما تَخْنُسُ الشياطين؛ يعني إذا ُّكِرَ اسم الله عزَّ وجَل‏.‏

والخُنَّسُ‏:‏ الكواكِبُ كُلُّها لأنّها تَخْنُسُ في المغيب؛ أو لأنها تختفي نهارًا، وقيلَ‏:‏ هي الكواكب السيّارَة دون الثابتة‏.‏ وقال الفرّاء في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ‏}‏‏:‏ إنَّها النجوم الخمسة التي تَخْنِس في مَجْراها وتَرْجِع؛ وهي زحل والمشتري والمريخ والزُّهرَة وعُطارِد، لأنَّها تَخْنسُ في مجراها وتَكْنِس‏:‏ أي تَسْتَتِرُ كما تستَتِرُ الظَّباء في كُنُسِها‏.‏ ويقال‏:‏ سُمِّيَت خُنَّسًا لتأخُّرِها، لأنها الكواكب المُتَحَيَّرة التي ترجِع وتستقيم‏.‏

وفي حديث كعب الأحبار‏:‏ تَخْرُجُ عنقٌ من النّار فَتَخْنسُ بالجَبّارينَ في النّار‏.‏ أي تَغيفُ بهم وتَجْتَذْبَهُم‏.‏

ويقال‏:‏ خَنَسْتُه‏:‏ أي اخّضرتُه؛ خَنْسًا، ومنه قول العلاء بن الحَضْرَميِّ واسمُ الحَضْرَميِّ عبد الله -رضي الله عنه- قَدِمَ على النَّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- وأنشده‏:‏

وإنْ دَحَسوا بالشَّرِّ فاعْفُ تِكِرُّما *** وإن خَنَسوا عنكَ الحديثَ فلا تَسَلْ

وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «الشهر هكذا وهكذا وهكذا، ثمَّ قال‏:‏ الشهرُ هكذا وهكذا وخَنَسَ إبْهامَه»‏.‏ أي قَبَضَها يُعْلِمُهُم أنَّ الشهرَ يكون تِسعًا وعشرين‏.‏

وقال أبو عبيدة‏:‏ فَرَسٌ خَنوسٌ‏:‏ وهو الذي يَعْدِلُ وهو مستقيم في حُضرِه ذات اليمين وذات الشمال، وكذلك الأنثى بغير هاء‏.‏

والخَنَسُ -بالتحريك-‏:‏ تأخُرَ الأنفِ عن الوَجُهِ مع ارتفاع قليل في الأرنبَة‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ الخَنَسُ‏:‏ ارتفاع أرْنَبَة الأنف وانحطاط القصبة، والرجل أخْنَسُ‏.‏

والأخنس بن شِهاب بن شَريق ثُمامَةَ بن أرقم بن عَدي بن معاوية بن عمرو بن غنم بن تَغْلِب‏.‏

والأخْنَس بن غياث بن عِصْمَة؛ أحّد بني صَعْب بن وهب بن جُلَيِّ بن أحْمَسَ ابن ضُبَيعَة بن ربيعة بن نزار‏.‏

والأخْنَس بن العبّاس بن خُنَيس بن عبد العُزّى بن عائذ بن عُمَيس بن بلال بن تَيْمِ الله بن ثعلَبَة‏.‏

والأخْنَس بن بعجة بن عَديِّ بن كعب بن عُلَيم بن جَناب الكَلْبي‏.‏ شعراء‏.‏

ولُقِّبَ الأخْنَس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة؛ لأنَّهُ خَنَسَ ببَني زُهرة يوم بدر، وكان حليفَهُم مُطاعًا فيهِم، فلم يَشْهَدْها منهم أحَدٌ‏.‏

والأخْنَس‏:‏ القُرَاد‏.‏

والأخْنَس‏:‏ الأسد‏.‏

وقال أبو سعيد الحسن بن الحسين السُّكَّري في قول أبي عامر بن أبي الأخْنَس الفَهْمِيِّ‏:‏

أقائدَ هذا الجيش لسنا بِطُرْقَةٍ *** وليس علينا جِلْدُ أخنَسَ قَرْثَعِ

قال أبو عمرو‏:‏ القَرْثَع‏:‏ الأسد؛ وَصَفَه بالخَنَس، يقول‏:‏ لسنا نُهْزَةً ولكننا أشدّاء كالأُسدِ‏.‏

وخَنساءُ بنت خِذاء بن خالد الأنصارية، وخنساء بني رئاب بن النُّعمان- رضي الله عنهما-‏:‏ لهما صُحبة‏.‏

وخنساء الشاعرة‏:‏ هي أخت صخر ابنا عمرو بن الشريد‏.‏

والخنساء‏:‏ فرس عميرة بن طارق اليَربوعي، وهو القائل فيها‏:‏

كَرَرْتُ له الخنساءَ آثَرْتُهُ بها *** أوائلُه مِمّا عَلِمْت ويَعْلَمُ

والخنساء‏:‏ البقرة الوحشيَّة، صفة لها، قال لبيد رضي الله عنه‏:‏

أفتلك أو وحشيةٌ مسبوعةٌ *** خذلَتْ وهادية الصّوارِ قِوامها

خنساءُ ضيَّعت الفَرير فَلَم يَرِم *** عُرْضَ الشقائق طَوْفُها وبُغامُها

وخُنْاس -بالضم-‏:‏ من مخاليف اليمن‏.‏

وخَناس في قوله‏:‏

أخُناسُ قد هامَ الفؤادُ بِكُم *** وأصابَهُ تَبُلٌ من الحُبِّ

هي خنساء بنت عمرو بن الشريد‏.‏

وقال ضِرار بن الخطّاب‏:‏

ألَّمَت خُناسُ وإلمامُها *** أحاديثُ نَفْسٍ وأسقامُها

أراد امرأةً اسمها خنساء‏.‏

ويَزيد ومَعقِل ابنا المُنذر بن سَرْح بن خُناس بن سنان بن عُبَيد بن عَدِيِّ وعبد الله بن النعمان بن بَلْدَمة بن خُناس، وأُُمَّ خُناس -رضي الله عنهم-‏:‏ لهم صُحبة‏.‏

وهَمّام بن خُناس المَرْوَزي‏:‏ من التابعين‏.‏

وخُنَيْسٌ -مُصغّرًا- في الأعلام واسع‏.‏

والبقر كلُّها خُنْس، قال المُرَّقِش الأصغر، واسمه عمرو بن حرملة، وهو عمُّ طَرَفَة بن العبد‏:‏

تُزجي بها خُنْسُ النِّعاجِ سِخالَها *** جآذِرُها بالجَوِّ وَرْدٌ وأصبَحُ

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الخُنْس‏:‏ موضِع الظِّباء -أيضًا-، كما أنَّها الظِّباء أنفُسُها‏.‏

وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا خُنْسَ الأنفِ كأنَّ وجوهَهُم المَجَانُّ المُطْرَقَة»‏.‏

والخِنَّوْسُ -مثال عِجَّوْل-‏:‏ من صفات الأسد‏.‏

وأخْنَسْتُه‏:‏ أي أخَّرْتُه، وهذا أكثر من خَنَسْتُه‏.‏

وأخْنَسْتُه -أيضًا-‏:‏ أي خَلَّفتُه‏.‏ وقال الفَرّاء‏:‏ أخْنَسْتُ عنه بعض حقِّه‏.‏ قال الأزهري‏:‏ أنشد أبو عُبَيد في أخْنَسَ وهي اللغة المعروفة‏:‏

إذا ما القلاسي والعمائِمُ أُخْنِسَتْ *** ففيهِنَّ عن صُلْعِ الرجالِ حُسُوْرُ

وقال أبو عمرو في قول الراعي‏:‏

إذا بِتُّم بين الأُذَيّاتِ ليلَةً *** وأخْنَسْتُم من عالجٍ كُلَّ أجْرَعا

فَسوموا بغاراتٍ فقد كان عاسِمٌ *** من الحيِّ مَرْأىً من عُلَيمٍ ومَسْمَعا

ويُروى ‏"‏إذا سرتُم بين الجبلين ليلةُ‏"‏‏.‏ أي جُزتُم، وقال الأصمعي‏:‏ أي خَلَّفْتُم‏.‏

وانْخَنَسَ الرجل‏:‏ أي تأخَّرَ وتخلَّف‏.‏

وتَخَنَّسَ بهم‏:‏ أي تَغَيَّبَ‏.‏

والتركيب يدل على استِخفاءٍ وتَسَتُّرٍ‏.‏

خنعس

الخارْزَنجي‏:‏ الخَنْعَسُ -مثال جَعْفَر-‏:‏ الضَّبع، وقال بعضهم‏:‏ هو الخَتْعَس -بالتاء-‏.‏

خنفس

الخُنْفَسَاء -بضم الخاء وفتح الفاء وبالمَدِّ- والخُنْفَسُ -بضم الخاء وفتح الفاء- والخِنْفِسُ -مثال خِنْدِف، وهي لغة أهل البصرة-، قال‏:‏

والخِنْفِسُ الأسودُ من نَجْرِهِ *** مَوَدَّةُ العقربِ في السِرِّ

والخُنْفُسَة -مثال قُنْبُعة- والخُنْفَسَة -بضم الخاء وفتح الفاء-‏:‏ هذه الدُّوَيْبَّة السوداء المُنْتِنَة، والأنثى خُنْفَسَاءَة، وقال الأصمعي‏:‏ لا يقال خُنْفَسَاءَة بالهاء‏.‏ وفي المَثَل‏:‏ ألَجُّ من الخُنْفَسَاءِ، لأنها كلَّما دفَعتها عنك عادَت إليك‏.‏

والخَنافِسُ‏:‏ موضع قُرب الأنبار كان يقام بها سوق للعرب‏.‏

ودَيْر الخَنافِس‏:‏ غرْبيَّ دجلة على قُلَّةِ جبلٍ شامِخ، وفيه طِلِّسمٌ، وهو أنَّ في كل سنةٍ ثلاثة أيّام تَسْوَدُّ حيطانه وسقوفه وأرضه بالخنافِس الصغار، فإذا انقضت تلك الأيام لا توجد ثَمَّ واحِدة البَتَّة‏.‏

ويوم الخَنْفَسِ‏:‏ من أيام العَرَب‏.‏

والخُنفَسَة‏:‏ وقيل‏:‏ الخُنَفِسَة مثال عُلَبِطَة من الإبل‏:‏ التي ترضى بأدنى مُرتَعٍ، عن أبي عمرو‏.‏

والخُنافِس -مثال عُذافِر-‏:‏ الأسد؛ كالخُنابِس‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ خَنْفَسَ الرجُلُ عن القومِ‏:‏ إذا كَرِهَهُم وعَدَلَ عنهم‏.‏

خوس

خاسَ به يَخوسُ ويَخيسُ خَيْسًا‏:‏ غَدَرَ به‏.‏ والخَوْس‏:‏ الخيانة‏.‏

ومِخْوَس -بكسر الميم- ومِشرَح وجَمَدٌ وأبْضَعَة‏:‏ بنو مَعْدي كَرِب بن وَليعة بن شُرَحبيل بن معاويَة بن حُجرٍ القَرِدِ، وهم الملوك الأربعة الذين لعنهُم رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ولعن أختَهُم العَمَرَّدَة، كان لكل واحدٍ منهم وادٍ يملكه بما فيه، وفدوا مع الأشعث فأسْلَموا، ثمَّ ارتَدّوا فَقُتِلوا يوم النُّجَير، قالَت نائِحَتُهُم‏:‏

يا عينُ بَكِّي لي الملوك الأربعة *** مِخوَسًا ومِشرَحًا وجَمَدًا وأبْضَعَهْ

وقال ابن فارس‏:‏ خاسَتِ الجيفة‏:‏ في أوَّلِ ما تُرْوِح، قال‏:‏ وقال ابن قتيبة‏:‏ خاس الشيء‏:‏ إذا كَسَدَ حتى فَسَدَ، ثُمَّ حُمِلَ على هذا فقيل‏:‏ خاسَ بعهدِهِ إذا أخْلَفَ وخان، وهذه كلمات يشترِكُ فيها الواو والياء وهما متقارِبَتان، وحَظُّ الياء فيها أكثر‏.‏

والتَّخويس في الوِرْدِ‏:‏ كالتَّخويص؛ وذلك أن يُرْسِلَ إلى الماء بعيرًا بعيرا ولا يدعها تزدحم على الماء‏.‏

والمُتَخَوِّس‏:‏ الذي قد ظَهَرَ لحمُه وشحمُه من السِّمَنِ‏.‏

والتركيب يدُلُّ على الفساد‏.‏

خيس

الخِيْسُ -بالكسر-‏:‏ الشجر الملتف‏.‏

وموضِعُ الأسَدِ‏:‏ خِيْسٌ - أيضًا-؛ وهو الأجَمَة‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ قال بعضُهُم‏:‏ لا يُسمَّى خِيْسًا حتى تكون فيه حَلْفاء وقصب، قال جَرير‏:‏

لا تفْخَرَنَّ على قومٍ عَرَفْتَ لهم *** نورَ الهُدى وعرين العزِّ ذي الخِيْسِ

والجمع اخياس‏.‏ والخِيسَة‏:‏ الخِيْسُ، وجمعها خِيَس، وقال الرِّياشيّ‏:‏ سألتُ الأصمعي عن الخيسَة فقال‏:‏ الأجمَة‏.‏ وأنشد الرِّياشي في الأخياس‏:‏

لُحاهُم كأنَّها أخْيَاسُ ***

والخَيْس‏:‏ مصدر خاسَت الجيفَة‏:‏ إذا أروَحَتْ، ومنه يقال‏:‏ خاسَ البيعُ والطعام‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ خاسَ بالعهدِ يَخيسُ خَيَسَانًا؛ وقال غيره‏:‏ خَيْسًا‏:‏ إذا نَكَثَ وغدر‏.‏ وقال أبو رافع‏؟‏ رضي الله عنه-‏:‏ بَعَثَتْني قريش إلى رسول الله‏؟‏ صلى الله عليه وسلّم-؛ فلمّا رأيتُه أُلْقِيَ في قلبي الإسلام؛ فقلت‏:‏ والله لا أرجِعُ إليهِم، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «إنّي لا أخيسُ بالعَهْدِ ولا أحبِسُ البُرُدَ؛ ولكن ارجِع؛ فإن كان في نفسِكَ الذي في نفسِكَ الآن فارجِع»‏.‏

وخاس الرجل‏:‏ إذا لَزِمَ موضِعَه‏.‏

ويقال‏:‏ قَلَّ خَيْسُه -بالفتح- ما أظرَفَه‏:‏ أي قَلَّ غَمُّه، وليست بالعالية‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ يقال خاسَ خَيْسُكَ‏:‏ أي ضلَّ ضلالُكَ‏.‏

ويقال قَلَّ خَيْسُه‏:‏ أي خَيْرُه‏.‏

وخَيْسُ -ويقال خِيْسُ-‏:‏ من كُوَر الحَوف الغربي بمصر، يُنسَب إليها البقر الخَيْسِيَّة‏.‏

والخِيْسُ -بالكسر-‏:‏ من نواحي اليمامة‏.‏

وقال الرِّياشيُّ‏:‏ تدعو العرب بعضهم على بعض فتقول‏:‏ أقَلَّ الله خِيْسَكَ -بالكسر-‏:‏ أي لَبَنَكَ، قال‏:‏ إلاّ أنَّ الأصمعي لم يَعْرِفه‏.‏

وقال أبو سعيد‏:‏ يقال قلَّ خِيسُ فلان‏:‏ أي قلَّ خَطَأُه‏.‏

ويقال‏:‏ اقلِل من خِيْسِك‏:‏ أي من كَذِبِك‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ قلَّ خِيسُه‏؟‏ بالكسر-‏:‏ أي دَرُّه‏.‏

ويقال‏:‏ إن فَعَلَ فلان كذا فإنَّه يُخاس أنفُه‏:‏ أي يُرغَم أنفُه ويُذَل‏.‏

ويقال‏:‏ فلان في عيصٍ أخْيَس وعددٍ أخْيَس‏:‏ أي هو كثير العدد، قال جَنْدَلُ بن المثنى الطُّهَويّ‏:‏

وانَّ عِيْصي عِيْصُ عِزٍّ قد أذِنْتُ لهم *** ألَفُّ تحميهِ صَفَاةٌ عِرْمِسُ

وخاسَ عن الشيء‏:‏ جَبُنَ، قال رؤبة‏:‏

نجا فِرارًا والفِرارُ خَيّاسُ ***

وخَيّسَهُ تخييسًا‏:‏ أي ذلَّلَهُ، قال النابغة الذبياني‏:‏

وخَيِّس الجِنَّ إني قد أذِنْتُ لهم *** يَبْنونَ تَدْمُرَ بالصِفاحِ والعَمَدِ

والمُخَيِّس والمُخَيَّس‏:‏ سجن بناه علي -رضي الله عنه-، وكان بنى قبل ذلك سجنًا من قصب وسمّاه نافِعًا فَنَقَبَهُ اللصوص، فقال‏:‏

ألا تراني كَيِّسًا مُكَيَّسا *** بَنَيْتُ بعدَ نافِعٍ مُخَيّسا

بابًا حصينًا وأمينًا كَيِّسا ***

فمن كَسَرَ الياء فمعناه المُذَلِّل، ومن فتحها فمعناه موضع التذليل‏.‏ وكلُّ سجنٍ مُخَيِّسٌ ومُخَيَّسٌ، قال شبيب بن عمرو بن كُرَيب‏:‏

ولمّا أن رأيتَ ابنيَ شُمَيْطٍ *** بِسِكَّةِ طَيِّئٍ والبابُ دوني

تجلَّلْتُ العصا وعَلِمْتُ أنّي *** رَهينٌ مُخَيّسٍ أن يَثْقَفُوني

وقال‏:‏

فلم يبقَ إلاّ داخِرٌ في مُخَيّسٍ *** ومُنْجَحِرٌ في غير أرضِكَ في جُحْرِ

وأبو المُخَيِّسِ السَّكُونيُّ -بكسر الياء-‏:‏ من التابعين، وكذلك مُخَيِّسُ بن ظَبْيان المِصْرِيُّ‏.‏

ومُخَيِّسُ بن تميم‏:‏ من أتباع التابعين، وقيل فيه‏:‏ مِخْيَسٌ -مثال مِجْلَز-‏.‏

وسنان بن المُخَيِّسُ‏:‏ قاتِلُ سَهم بن بُردَة‏.‏

والإبل المُخَيَّسَة‏:‏ التي لم تُسْرَح ولكنَّها حُبِسَت للنَّحر أو القَسْم‏.‏

والتركيب يدل على تذليل وتليين‏.‏

دبس

ابن دريد‏:‏ الدِّبْسُ‏:‏ عسل التمر؛ معروف، يقال‏:‏ دِبْسٌ ودِبِسٌ، ويسمِّيه أهل المدينة‏؟‏ على ساكنيها السلام-‏:‏ الصَّقْر‏.‏ قال‏:‏ وربَّما سُمِّيَ عسل النحل دِبِسًا -بكسر الدال والباء-، قال أبو زُبَيد حرملة بن المنذر الطائيّ‏:‏

في عارِضٍ من جِبالَ بَهْرائها ال *** أُولى مَرَيْنَ الحُرُوبَ عن دُرُسِ

فَنُهزَةٌ مَنْ لَقُوا حَسْبَتُهُم *** أحلى وأشْهى من بارِدِ الدَّبِسِ

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الدِّبس -بالكسر-‏:‏ الجمع الكثير من الناس‏.‏

والدَّبس -بالفتح-‏:‏ الأسْوَد من كل شيء‏.‏

وقال الليث‏:‏ الدُّبُوس‏:‏ خِلاص تَمر يُلقى في مَسْلإ السَّمن فيذوب فيه، وهو مَطيَبَة للسَّمْنِ‏.‏

والأدْبَسُ من الخيل والطير‏:‏ الذي لونه بين السواد والحُمْرَة، ولونه الدُّبْسَة -بالضم-‏.‏

والدُّبْسِيُّ‏:‏ طائر، وهو منسوب إلى طيرٍ دُبْسٍ؛ ويقال‏:‏ إلى دِبْسِ التَّمرِ، لأنَّهم يُغَيِّرون في النَّسَب كالدُّهريُّ والسُّهْليِّ‏.‏ وقال أبو حاتم في كتاب الطير‏.‏

الدُّبْسِيُّ -والأنثى دُبْسِيَّة، والجمع‏:‏ الدَّبَاسِيُّ-‏:‏ يُقَرقِر ولَونُه الدُّكنَة، ولم يَزِد‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ يُقال للسماء إذا أخالتْ للمَطَر‏:‏ دُرِّي دُبَسُ- مثال زُفَرَ-‏.‏

ودُباس -بالضم-‏:‏ فرس جبّار بن قُرْط الكَلْبي، وهو القائل فيه‏:‏

ألا أبلِغ أبا كَرِبٍ رسولا *** مُغَلْغَلَةً وليست بالمُزاحِ

فإنّي لن يفارقني دُباسٌ *** ومُطَرِّدٌ أحَذُّ من الرِّماحِ

يُراخيني إذا ما شئتُ منهم *** ويُدْنيني إذا كَرِهوا جَنَاحي

والدَّبُّوس -مثال تنّور-‏:‏ واحِد الدبابيس أي المَقامِع، وأُراهُ مُعَرَّبًا، قال لقيط بن زُرَارَة‏:‏

لو سَمِعوا وَقْعَ الدبابيسِ

ودَبُّوسيَّة‏:‏ قرية من صُغْدِ سَمَرْ قَنْد‏.‏

والدَّبْساء‏:‏ فرس سابقة كانت لمجاشع بن مسعود -رضي الله عنه-‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ الدِّباساء -فِعالاء؛ يعني بكسر الفاء-‏:‏ الإناث من الجراد، الواحدة دِباساءة، وأنشد‏:‏

أقسمتُ لا أجعَلُ فيها حُنْظُبا *** إلاّ دِباساء تُوَفّي المِقْنَبا

المِقْنَب‏:‏ الكِساء ها هنُا الذي يُجمَع فيه الجراد‏.‏

وأدْبَسَتِ الأرض‏:‏ وذلك أوَّل ما يُرى فيها سَوَادَ النَّبْتِ‏.‏

ودَبَّسْتُهُ تدبيسا‏:‏ وارَيْتُه‏.‏

وقال ابن الأعرابي في نوادِرِه‏:‏ كان الرَّكَّاض يتحدث إلى حُبّى الفَقْعَسِيَّة، وكان يأتيها -أيضًا- عُروَة الدُّبَيْريّ يتحدَّثُ إليها، فَواطَأتْ رَكّاضًا على أن تأخذ حمار عُروَة فتبيعَهُ، فسقته من اللبن حتى تخثّر فنام، ثم أخذت حماره فوارَته ثمَّ باعَته، فبلغ عَروَة أنَّه واطَأها على ذلك فكانَ منه بعضُ الكلام، فقال الرَّكَّاضُ‏:‏

فلا ذنبَ لي أنْ بِنْتُ زُهرَةَ دَبَّسَت *** بَعيرِكَ ألْوى يُشْبِهُ الحقَّ باطِلُه

ودَبَّسْتُ خُفّي‏:‏ لَدَّمْتُه‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ التَّدْبيس‏:‏ التَّواري، لازِمٌ ومتعَدٍ‏.‏ قال‏:‏

قومٌ إذا رآهُ فَحْلٌ دَبَّسا ***

وادْبَسَّ الفَرَسُ ادْبِساسًا‏:‏ صار أدْبَسَ‏.‏

والتركيب يدل على عُصارة ولونٍ ليس بناصِعٍ‏.‏

دبحس

سيبَوَيه‏:‏ الدُّبَّحْس -مثال شُمَّخرٍ-‏:‏ الضخم‏.‏

وقال غيره‏:‏ الدُّبَّحْس‏:‏ الأسد‏.‏

دبخس

قال ابن خالَوَيه في كتاب لَيْسَ‏:‏ الدُّبَّخْسُ -بضم الدال وتشديد الباء وفتحِها-‏:‏ من غريب أسماء الأسد‏.‏

وقال في كتاب أسماء الأسد‏:‏ الدُّبَّخْسُ‏:‏ العظيم الخَلْقِ، يقال‏:‏ رجل دُبَّخْس وأسد دُبَّخْس‏.‏

دحس

دَحَسْتُ بين القوم‏:‏ أي أفْسَدْتُ، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان‏:‏

ويَعْتَلُونَ مَنْ مَأى في الدَّحْسِ *** بالمَأْسِ يَرْقى فوقَ كُلِّ مَأسِ

والدَّحس -أيضًا-‏:‏ إدخال اليد بين جلد الشاة وصِفاقها للسَّلخ‏.‏ ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «أنَّه مَرَّ بغلام يسلَخ شاة فقال له‏:‏ تَنَحَّ حتّى أُريكَ، فدَحَسَ بيدِه حتى توارت إلى الإبط، ثمَّ مضى فصلّى ولم يتوضَّأ»‏.‏

وفي حديث عطاءٍ‏:‏ «حَقٌّ على الناس أن يدحسوا الصفوف حتى لا يكون بينهم فُرَج»‏.‏ أراد‏:‏ أن يَرُصُّوها ويَدُسُّوا أنفُسَهُم بين فُرَجِها، ويروى‏:‏ ‏"‏أن يَدْخَسُوا‏"‏ بالخاء المعجمة؛ من الدَّخيس وهو اللحم المكتنز‏.‏ وكل شيء ملأته فقد دَحَسْتَه‏.‏

وداحِس‏:‏ اسم فرس مشهور لقيس بن زهير بن جَذيمَة العَبْسي‏.‏ ومنه حرب داحِس، وذلك أنَّ قيسًا وحذيفة بن بدر الذبياني ثُمَّ الفَزارِيَّ تراهنا على خَطَرِ عشرين بعيرًا؛ وجعل الغاية مائة غَلوة والمِضمار أربعين ليلة والمُجرى من ذات الإصاد، فأجرى قيس داحِسًا والغبراء، وأجرى حذيفة الخطّارَ والحَنُفاء، فوضعت بنو فَزازة رَهْطُ حذيفة كمينًا على الطريق فَرَدُّوا الغبراءَ ولَطَموها وكانَت سابقة، فهاجَت الحرب بين عبسٍ وذبيان أربعين سنة‏.‏ وقال أبو عبيدة‏:‏ كان داحِس لبَني ثعلبة بن يربوع فأغار عليهم قيس بن زَهُير فأخذه، قال بشير بن أُبَيٍّ العبسيّ‏:‏

إنَّ الرباط النُّكدَ من آلِ داحِس *** أبَيْنَ فما يُفْلِحْنَ يومَ رِهانِ

جَلَبْنَ بإذنِ اللهِ مقتل مالِكٍ *** وطَرَّحْنَ قيسًا من وراء عُمانِ

وقال لبيد رضي الله عنه‏:‏

ولقد سَئَمتُ من الحياةِ وطولِها *** وسؤالِ هذا الناسِ كيفَ لَبيدُ

وغَنيتُ سَبتًا قبلَ مجرى داحِسٍ *** لو كان للنفسِ اللَّجوجِ خُلُودُ

وقال الأزهريّ‏:‏ إنَّما سُمِّيَ داحِسًا لأنَّ أُمَّهُ جَلْوى فرس قِرواش مَرَّت -قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ جَلْوى هذه هي جَلْوى الكبرى، وقِرواش هو قِرواش بن عوف من بني ثعلبة بن يربوع- بذي العُقّال فرسِ حَوْطِ بن أبي جابر، وكان ذو العُقال مع جاريتين من الحَيِّ، فلمّا رأى جَلْوى وَدى، فضحِكَ شبابٌ من الحيِّ، فاستحيت الجاريتان فأرسَلَتاهُ فنَزا على جَلْوى فوافقَ قبولها، فَعَرَفَ حَوْط صاحب ذي العُقّال بذلك حين رأى عين فرَسِه، وكان شرّيرًا، فطّلّبّ من القوم ماءَ فَحْلِه، فلم يَزَلِ الخطبُ بينهم حتى عَظُمَ، فحينئذٍ قالوا له‏:‏ دونَكَ ماءَ فرسِكَ، فسَطا عليها حَوْطٌ وجعل يده في ماءٍ وتُراب وأدخل يده في رحمها حتى ظنَّ أنّه أخرج الماءَ، واشتمَلَت الرحم على ما فيها، فَنَتَجَها قِرواشُ مُهرًا فسَمِّيَ داحِسًا من ذلك، وخرج كأنَّه ذو العُقّالِ أبوه‏.‏ ويضرب به المثل فيُقال‏:‏ أشأمُ من داحِس‏.‏

والدَّحّاس والدُّحّاس‏:‏ دوَيبة تغيب في التُّراب، والضمُّ أعلى، والجمع‏:‏ الدَّحاحيس، وهي صفراء صافية لها رأسٌ مُشَعَّث، دقيقة، يَشُدُّها الصبيان في الفِخاخ لصيد العصافير‏.‏

والدّاحِس‏:‏ قَرحَة تَخرُج باليد، ويقال له‏:‏ الدّاحوس أيضًا، وهو بثرة تظهر بين الظُّفُرِ واللحم فينقلع منها الظُّفُر، يقال‏:‏ إصبَعٌ مَدْحوسَة‏.‏

والدَّحس‏:‏ المَلءُ من كل شيء، يقال‏:‏ وَطْبٌ مَدْحوس وعُسٌ مَدْحوس‏.‏

وبيتٌ مَدْحوس ودِحاس -بالكسر-‏:‏ أي مملوء كثير الأهل‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الدَّحْسُ‏:‏ الزرع إذا امتلأَ حبُّه، يُقال‏:‏ دَحَسَتِ السنبلة تَدْحَسُ، وقيل‏:‏ إذا امتلأتْ أكِمَّتُه من الحَبِّ فهو الدَّحْسُ‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ دَحَسَ بِرِجْلِه‏:‏ مثل دَحَصَ‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ الدَّيْحَسُ والدَّيْكِسُ‏:‏ الكثير من كل شيء، وأنشد‏:‏

تَرعى حَلِيًّا ونَصيًّا دَيْحَسا

ودَحَسوا عنك الحديث‏:‏ أي غَيَّبوه‏.‏

والدَّحْسُ بالشَّرِّ‏:‏ دَسُّه من حيث لا يُعلَم، قال العلاء بن الحَضْرَميِّ رضي الله عنه‏:‏

وإنْ دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعْفُ تَكَرُّما *** وإن خَنَسوا عنك الحديث فلا تَسَلْ

وأدْحَسَ السنبُلُ‏:‏ إذا غَلُظَ؛ مثل دَحَسَ‏.‏

والتركيب يدل على تخلل الشيء للشيء في خفاءٍ ورِفق‏.‏

دحمس

الدَّحْمَسُ‏:‏ الأسود من كل شيء‏.‏ وليل دَحْمَس ودِحْمِس ودَحْمُس -كجَعْفَر وزِبْرِج وبُرْقُع-‏:‏ أي مظلم، وأنشد أبو عمرو‏:‏

وادَّرِعي جلبابَ ليلٍ دُحْمُسِ *** أسْوَدَ داجٍ مثل لونِ السُّنْدَسِ

وليلة دُحْمُسَة‏.‏ وفي حديث حمزة بن عمرو الأسلمي -رضي الله عنه- أنَّه قال‏:‏ أُنْفِرَ بنا في سَفَرٍ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في ليلةٍ ظلماء دُحمُسَةٍ فأضاءت إصْبَعي حتى جمَعوا عليها ظُهُورَهُم‏.‏

ورجل دَحْمَس ودُحامِس ودُحْمُسان ودُحْسُمان ودُحْمُساني ودُحْسُماني‏:‏ آدم سمين غليظ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ يقال للزِّقِّ الذي يُجْعَل فيه الخَلُّ‏:‏ الدَّحْمَسُ‏.‏

وقال غيرُه‏:‏ الدُّحمُسان‏:‏ الأحمق‏.‏

والدُّحامِسُ‏:‏ الشجاع‏.‏

ويقال لثلاث ليالٍ اللاتي بعد الظُّلَمِ‏:‏ حَنَادِسُ ودَحَامِسُ‏.‏

وليالٍ دَحَامِسُ‏:‏ مظلمة‏.‏

دختنس‏:‏ دَخْتَنوس -مثال عَضرَفوط-‏:‏ بنت لقيط بن زُرارَة التَّميمي، ويقال‏:‏ دَخْدَنوس -بالدال-، سمّاها أبوها باسم ابنةِ كسرى، وأصل هذا الاسم فارسي وهو دُخْتَرِنُوش‏:‏ أي بنت الهَنِيء، قُلِبَت الشين سينًا حينَ عُرِّبَت، وقُوِّمَ الاسم على وِزان العَرَبيّة، قال لقيط بن زُرارة‏:‏

يا ليتَ شعري اليومَ دُخْتَرِنُوشُ *** إذا أتاها الخَبَرُ المَرموسُ

أتَحْلِقُ القرونَ أم تَميسُ *** لا بَل تميسُ إنَّها عروسُ

دخس

الدَّخيس‏:‏ اللحم المكتنز الكثير، قال النابغة الذبياني يَصِف ناقتَهُ‏:‏

فَعَدِّ عَمّا ترى إذْ لا ارتِجاعَ لَهُ *** وانْمِ القُتُودَ على عَيْرَانَةٍ أُجُدِ

مقذوفَةٍ بِدَخِيْسِ النَّحْضِ بازِلُها *** له صَريفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ

والدَّخيس‏:‏ فعيل بمعنى مفعول؛ كأنَّه دُخِسَ بعضُهُ في بعض أي أُدمِجَ، وكلُّ ذي سِمَنٍ دَخِيْس‏.‏

والدَّخيس -أيضًا-‏:‏ الحَوْشَبُ وهو موصِلُ الوَظيفِ في رَسْغِ الدّابُّةِ‏.‏ وقال ابن شُمَيلٍ‏:‏ الدَّخيس عُظَيم في جوف الحافِر كأنَّها ظِهارَةٌ له، قال العجّاج‏:‏

مُسْتَبْطِنًا مع الصَميمِ عَصَبا *** رأسَ الوظيفِ والدَّخيسِ المُكْرَبا

والدَّخيس‏:‏ لحم باطن الكف، قال الأزهري‏:‏ هو من الإنسان والسِّباع، قال أبو زُبَيْد حرملة بن المنذر الطائي يصِف الأسد‏:‏

بِسُمْرٍ كالمَعابِلِ في قُنُوبٍ *** تَقيها قِضَّةَ الأرضِ الدَّخيسُ

والدَّخيسُ -أيضًا-‏:‏ العددُ الجَمُّ، قال العجّاج‏:‏

وقد ترى بالدارِ يوما أنَسا *** جَمّض الدَّخيسِ بالثغورِ أحوَسا

والدَّخيسُ من أنقاءِ الرَّمْلِ‏:‏ الكثير‏.‏

وفلان ذو دَخِيْس‏:‏ إذا كان كثير متاع البيت‏.‏

وكَلأٌ دَخِيْسٌ ودَيْخَسٌ ودَيْحَسٌ -بالخاء والحاء-، قال‏:‏

فهو إذا ما تبتغي تَأنُّسا *** هَوْنٌ وما يُرجى إذا تَحَمَّسا

يَرْعى حَلِيًّا ونَصِيًّا دَيْخَسا ***

وقال ابن دريد‏:‏ الدَّخَسُ -بالتحريك-‏:‏ داءٌ يصيب الفرس في مُشاشِ حافِرِه من باطِنٍ، يقال‏:‏ دَخِسَ -بالكسر- يَدْخَسُ دَخَسًا‏.‏

وعدَدٌ دِخاس -بالكسر- ونَعَمٌ دِخاس‏:‏ أي كثير‏.‏

ودِرْعٌ دِخاس‏:‏ أي متقارِبَة الحَلَق‏.‏

الدُّخَس -مثال صُرَد-‏:‏ دابّة في البحر تُنجي الغريق تُمَكِّنُهُ من ظهرِها ليستعين على السباحة، وتُسمّى الدُّلفين، قال الطِّرماح‏:‏

فكُن دُخَسًا في البحرِ أو جُزْ وراءَهُ *** إلى الهِنْدِ إنْ لم تَلْقَ قحطانَ بالهِنْدِ

وقال الليث‏:‏ الدَّخس -بالفتح-‏:‏ الإنسان التّارُّ المكتنِز غيرُ جِدِّ جَسيم‏.‏

قال‏:‏ والدَّخْسُ‏:‏ الفَتِيُّ من الدِّبَبَةِ‏.‏

والدَّخْسُ‏:‏ اندساسُ شيءٍ تحت التراب كما تُدْخَسُ الأُثْفِيَّة الرماد، ولذلك يقال للأثافي دَواخِس، قال العجّاج يَصِفُ الأثافي‏:‏

فاطَّرَقَت إلاّ ثلاثا عُكَّفا *** دَوَاخِسًا في الأرضِ إلاّ شَغَفا

ومَحْبِسًا من جامِلٍ ومِعْلَفا ***

وتَدَخَسَّ‏:‏ تدخَّلَ، قال العجّاج يصف القِفاف‏:‏

عَلَوْتُها ولا أهابُ العُطَّسا *** إذا الظِّباءُ والمها تَدَخَّسا

في ضالَةٍ وفي الألاءِ كُنَّسا ***

والتركيب يدل على اكتناز واندساس شيء في تراب وغيره‏.‏

دخمس

ابن دريد‏:‏ الدُّخامِسُ والدُّحامِسُ -بالخاء والحاء جميعًا-‏:‏ الرجل الأسود الضخم‏.‏

وقال الليث‏:‏ الدَّخْمَسَة‏:‏ الخِبُّ‏.‏

وفلان يُدَخْمِسُ عليك‏:‏ أي لا يَبَيِّن لك مِحْنَةَ ما يريد‏.‏

وقال ابن الفَرَج‏:‏ أمرٌ مُدَخْمَس ومُدَغْمَس ومُدَهْمَس ومُرَهْمَس ومُنَهْمَس‏:‏ إذا كان مستورًا‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ الدَّخْمَسَة منحوتة من كلمتين من دَخَسَ ودَمَسَ‏.‏

دخنس

الأزهري‏:‏ الدَّخْنَسُ -مثال جَعْفَر-‏:‏ الشديد من الناس والإبل، وأنشد‏:‏

وقَرَّبوا كُلَّ جَلالٍ دَخْنَسِ *** عَبْلِ القَرا جُنادِفٍ عَجَنَّسِ

وقال ابن عبّاد‏:‏ الدَّخْنَسُ‏:‏ الكثير اللحم الشديد من الإبل‏.‏

دربس

الدِّرْباسُ والدِّرْناسُ والدِّرْواسُ‏:‏ الأسد، قال رؤبة‏:‏

والتُّرجُمانُ بن هُرَيْمٍ هَوّاسْ *** كأنَّه ليثُ عَرينٍ دِرْباسْ

ويروى‏:‏ دِرْواس‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الدِّرْباسُ‏:‏ الكلب العقور، وأنشد‏:‏

أعدَدْتُ دِرْواسًا لِدِرْباسِ الحُمُتْ ***

يعني كلبًا ضَرِيِ بزِقاقِ السَّمْنِ يأكُلُها فأعدَّ له كلبًا آخر يقال له دِرْواس‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الدُّرابِسُ‏:‏ الضخم الشديد من الإبل‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ تَدَرءبَسَ الرجل‏:‏ إذا تَقَدَّمّ، قال‏:‏ والدّال زائدة وإنما هو من الراء والباء والسين، يقال‏:‏ ارْبَسَّ ارْبِسَاسًا إذا ذهب في الأرضِ، وأنشد ولم يَذْكُر قائله؛ وأنشده إبراهيم الحَربي -رحمه الله- في غريب الحديث من تأليفِه لأبي الصُّفَيِّ‏:‏

إذا القومُ قالوا‏:‏ من فتىً لمُهِمَةٍ‏؟‏ *** تَدَرْبَسَ باقي الرِّيقِ فَخْمُ المناكِبِ

دردس

الدَّرْدَبيس‏:‏ الداهية‏.‏ والشيخ -أيضًا-، وأنشد الليث‏:‏

أُمُّ عيالٍ قَحْمَةٌ نَعوسُ *** قد دَرْدَبَتْ والشيخُ دَرْدَبيسُ

أي‏:‏ والشيخ هِمٌّ هَرِمٌ‏.‏

والدَّرْدَبيس‏:‏ العجوز الفانية، قال‏:‏

عُجَيِّزٌ لَطْعاءَ دَّرْدَبيسُ *** أحْسَنُ منها مَنْظَرًا إبْليسُ

أتَتْكَ في شَوْذَرِها تَميسُ ***

والدَّرْدَبيس -أيضًا-‏:‏ اسم خَرَزَةِ الحُبِّ‏.‏

دردقس‏:‏ الأصمعي‏:‏ الدُّرْدَاقِسُ‏:‏ عَظْمٌ يصل بين الرأس والعُنُق‏.‏ وهو رومي أعْرَبَته العرب‏.‏ قال ابن فارس‏:‏ وما أبعد هذه من الصحَّة‏.‏

درس

دَرَسَ الرَّسمُ يَدْرُسُ -بالضم- دروسًا‏:‏ أي عَفا، قال لبيد رضي الله عنه‏:‏

دَرَسَ المَنا بِمُتَالِع فإبانِ *** فَتَقَادَمَت بالحَبْسِ فالسُّوْبانِ

ودَرَسَتْه الريح، يتعدَّى ولا يتعَدّى، قال رؤبة‏:‏

فَحَيَّ عهدًا قد عفا مَدْروسا *** محَا التَّمَحّي نِقْسَهُ المَنْقوسا

كما رأيْتَ الوَرَقَ المَطْرُوسا ***

وقال سَلامَة بن جندل السَّعدي‏:‏

كُنّا نَحُلُّ إذا هَبَّت شآميةً *** بِكُلِّ وادٍ حَطيبِ الجوفِ مَجْدوبِ

شيبِ المَبَارِكِ مَدْروسٍ مَدافِعُهُ *** هابي المَرَاغِ قليلِ الوَدْقِ مَوْظُوبِ

ودَرَسْتُ الكتابَ أدرُسُهُ وأدرِسُهُ، وقرأ أبو حَيْوة‏:‏ ‏{‏وبما كنتم تَدْرِسون‏}‏ -مثال تجلِسون، دَرْسًا ودِراسَة، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ودَرَسُوا ما فيه‏}‏‏.‏

ودَرَسَتِ المرأة دَرْسًا ودروسًا‏:‏ أي حاضَتْ، فهي دارِس -بلا هاء-، قال الأسود بن يَعْفَر النَّهْشَلي‏:‏

اللاتِ كالبيضِ لَمّا تَعْدُ أنْ دَرَسَت *** صُفْرَ الأناملِ من قَرْعِ القواريرِ

ويروى‏:‏ من نَقْفِ‏.‏

وأبو أدراس‏:‏ فرج المرأة، قال ابن فارس‏:‏ أُخِذَ من الحيض‏.‏

ودَرَسَ المرأة‏:‏ أي جامَعَها‏.‏

ويقال فلان مدروس‏:‏ إذا كان به شِبْهُ جنون‏.‏

والدُّرْسَة -بالضم-‏:‏ الرياضة، قال زهير بن أبي سُلْمى وابنه كعب- رضي الله عنه- من قصيدةٍ اشتركا فيه‏:‏

وفي الحِلْمِ إدهانٌ وفي العفوِ دُرْسَةٌ *** وفي الصَّدْقِ مَنْجاةٌ من الشَّرِّ فاصْدِقِ

ويروى‏:‏ دُربَة‏.‏

ودَرَسَ الحِنْطَةَ دَرْسًا ودِراسا‏:‏ أي داسَها، قال‏:‏

هَلاّ اشْتَرَيْتَ حِنْطَةً بالرُّسْتاقْ *** سَمْراءَ مِمّا دَرَسَ ابن مِخْرَاقْ

والدَّرْسُ‏:‏ جَرَبٌ قليلٌ يبقى على البعير‏.‏ وقيل دَرَسَ البعيرُ‏:‏ إذا جَرِبَ جَرَبًَا شديدًا فَقُطِرَ، قال العجّاج يصِفُ بعيرًا وعَرَقَه‏:‏

يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصفِرارَ الوَرْسِ *** من عَرَقِ النَّضْحِ عَصيمُ الدَرْسِ

وقال أبو عمرو‏:‏ هذا بعيرٌ دارِس‏:‏ وهو الذي ذهبَ وَبَرُه ووَلّى جَرَبُه ولم يظهَر وَبَرُه، وأنشد للأخطل‏:‏

ولقد تُباكِرُني على لذّاتِها *** صَهْباءُ عارِيَةُ القَذى خَرْطومُ

صِرَفٌ معتَّقَةٌ كأنَّ دِنانَها *** جربى دَوارِسُ ما بِهِنَّ عَصيمُ

هذه رواية أبي عمرو، ورواه غيره‏:‏

من عاتِقٍ حَدِبَت عليه دِنانُهُ *** فكأنَّها جَربى بِهِنَّ عَصيمُ

وليس فيه شاهِد‏.‏ وقال جرير يهجو الفرزدق وقد أطْنَّ الفرزدق بالربابِ بنت الحُتاتِ؛ وزعموا أنّها أنْغَلَت منه‏:‏

رَكِبَت رَبابُكُمُ بعيرًا دارِسا *** في السوقِ أفْضَحَ راكبٍ وبعيرِ

والدَّرْسُ‏:‏ الطريق الخفيّ‏.‏

ودَرَسْتُ الثوبَ أدْرُسُه دَرْسًا‏:‏ أي أخلَقْتُهُ، فهو دِرْسٌ ودَريس ومَدروس، قال أبو دواد جاريةُ بن الحجّاج الإيادي‏:‏

وأخٍ رَمَثْتُ دَرِيْسَهُ *** ونَصَحْتُهُ في الحَرْبِ نَصْحا

وقال المُتَنَخِلُّ الهُذَليّ‏:‏

قد حالَ دونَ دَريسَيْهِ مَؤَوِّبَةٌ *** مِسْعٌ لها بِعضاهِ الأرضِ تَهزيزُ

وقَتَلَ رجل في مجلس النعمان جليسَهُ، فأمَرَ بقتله، فقال‏:‏ أيَقْتُلُ المَلِكُ جارَهُ‏؟‏ قال‏:‏ نعم إذا قتل جليسه وخَضَبَ دَريسَه‏.‏ وجمع الدِّرْس‏:‏ أدراس ودِرْسان -مثال قِنْوٍ وأقناءٍ وقِنوان-‏.‏ وقد دَرَسَ الثوبُ أي أخْلَقَ؛ لازمٌ ومتعدٍّ‏.‏

وحكى الأصمعيّ‏:‏ بعيرُ لم يُدرَس‏:‏ أي لَم يُركَب؛ من الدُّرْسَةِ وهي الرياضة، وقد ذُكِرَت‏.‏

وإدريس النبيُّ -صلوات الله عليه- قيل سُمِّيَ إدريس لكثرة دراسته كتاب الله عز وجل، واسْمه أخْنُوخ‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ هذا قول من يرمي الكلام على عواهنه ويقول ما خَيَّلَتْ، كما يقولون إبليس من أبْلَسَ من رحمة الله، وإدريس لا يُعرَف اشتقاقه، فإنَّ الاشتقاق لِما يكونُ عربيًا، وإدريس ليس بِعَرَبيّ، ولهذا لا يَنصَرِف وفيه العَجْمَة والتعريف، ويقال في اسمه خَنُوْخُ أيضًا، وفي كتب النَّسَب‏:‏ أحنوخ -بحاء مهملة مُحَقَّقَة-‏.‏

وأبو إدريس‏:‏ كُنيَةُ الذَكَر‏.‏

ودَرْسُ البعير ودِرْسُه ودَرِيْسُه‏:‏ ذَنَبُه‏.‏

والمَدْرَسُ -بالفتح- والمَدْرَسَة‏:‏ المكان الذي يُدْرَسُ فيه‏.‏

والمِدَرَس -بالكسر-‏:‏ الكِتاب‏.‏

والمِدْراس‏:‏ الموضع الذي يُقرأ فيه القرآن، وكذلك مِدْراس اليهود‏.‏

والدِّرْواس‏:‏ الكبير الرأس من الكلاب‏.‏

والدِّرْواس -أيضًا-‏:‏ اسم علمٍ لكلب، أنشد ابن الأعرابي‏:‏

أعدَدْتُ دِرواسًا لِدِرْباسِ الحُمُتْ

والدِّرْواس -أيضًا-‏:‏ الجمل الذَّلول الغليظ العُنُق، وقال الفرّاء‏:‏ وهو العظيم من الإبل‏.‏

والدِّرْواس‏:‏ الشُّجاع‏.‏

والدِّرْواس والدِّرْياس‏:‏ الأسد، قال رؤبة‏:‏

والتُّرجُمانُ بنُ هُرَيْمٍ هَوّاسْ *** كأنَّهُ ليثُ عَرينٍ دِّرْواس

ويُروى‏:‏ دِّرباس‏.‏

وأدْرَسَ الكِتابَ‏:‏ قَرَأه؛ مثل دَرَسَه، وقَرَأ أبو حَيْوَةَ‏:‏ ‏{‏وبما كنتم تُدْرِسون‏}‏‏.‏

ودَرَّسَ الكِتابَ تدريسًا، شُدِّدَ للمبالغة، ومنه مُدَرِّس المدرسة‏.‏

ورجل مُدَرَّس‏:‏ أي مُجَرَّب‏.‏

والمُدارِس‏:‏ الذي قارَفَ الذنوب وتَلَطَّخَ بها، قال لَبيد -رضي الله عنه- يتذكّر القِيامة‏:‏

يومَ لا يُدْخِلُ المُدارِسَ في الرَّحْ *** مَةِ إلاّ بَراءةٌ واعْتِذارُ

والمَدارَسَة‏:‏ المَقارَأةُ، وقَرَأ ابن كثيرٍ وأبو عمرو‏:‏ ‏{‏وليَقولوا دارَسْتَ‏}‏ أي قرأتَ على اليهود وقرأوا عليك، وقرأ الحسن البصريّ‏:‏ ‏"‏دارَسَت‏"‏ - بفتح السين وسكون التاء- وفيه وجهان‏:‏ أحدُهُما دارَسَتِ اليَهودُ محمدًا -صلى الله عليه وسلّم-، والثاني دارَسَت الآياتُ سائرَ الكُتُبِ أي ما فيها وطاوَلَتها المُدّة حتى دَرَسَ كلُّ واحِدٍ منهما أي امَّحى وذَهَبَ أكثَرُه‏.‏ وقَرأَ الأعمش‏:‏ ‏"‏دارَسَ‏"‏ أي دارَسَ النبي -صلى الله عليه وسلّم- اليَهودَ‏.‏

وانْدَرَسَ الشيءُ‏:‏ أي انطَمَسَ‏.‏

والتركيب يدلُّ على خفاءٍ وخَفْضٍ وعَفاءِ‏.‏

درعس

ابن الأعرابي‏:‏ بعير دِرعَوس‏:‏ إذا كان حَسُنَ الخُلُق‏.‏

درفس

الدِّرَفْس -مثال حِبَجْرٍ- والدِّرْفاسُ‏:‏ العظيم من الإبل، والناقة دِرَفْسَة، قال العجّاج‏:‏

كم قد حَسَرْنا من عَلاةٍ عَنْسِ *** كَبْداءَ كالقوسِ وأُخرى جَلْسِ

دِرَفْسَةٍ أو بازِلٍ دِرَفْسِ ***

وقال ابن فارس‏:‏ الدِّرَفْس والدِّرْفاس‏:‏ الضخم من الرجال‏.‏

وقال شَمِرٌ‏:‏ الدِّرَفْس‏:‏ العَلَمُ الكبير، قال عُبَيد الله بن قيس الرُّقَيّات يمدح عبد العزيز بن مروان‏:‏

تُكِنُّه خِرْقَةُ الدِّرَفْسِ من الش *** مسِ كَلَيثٍ يُفَرِّجُ الأجَما

وقال منظور بن حَبَّة‏:‏

فَتَرَكَتْهُم أُسُدٌ كالأمسِ *** للحاجِلاتِ والذِّئابِ الطُّلْسِ

وسَلَبَتْهُم خِرْقَةَ الدِّرَفْسِ ***

وقال ابن عبّاد‏:‏ الدِّرَفْس‏:‏ الحرير‏.‏

والدِّرْفاس‏:‏ الأسد العظيم الرقبة‏.‏

ودَرْفَسَ‏:‏ إذا حمل العلم الكبير‏.‏

ودَرْفَسَ‏:‏ إذا رَكِبَ الدِّرَفْسَ من الإبل‏.‏

درمس

الدَّرَوْمَس -مثال فَدَوْكَس-‏:‏ الحيَّة‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ دَرْمَسْتُ الشيء‏:‏ إذا سَتَرْتَه‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ دَرْمَسَ الرجل‏:‏ إذا سَكَتَ‏.‏

درنس

الليث‏:‏ الدُّرَانِسُ‏:‏ الضخم الشديد من الرجال ومن الإبل، قال‏:‏

لو كنتُ أمْسَيْتُ طَليحًا ناعِسًا *** لم تُلْفَ ذا راوِيَةٍ دُرَانِسا

وقال ابن عَبّاد‏:‏ الدِّرْناس‏:‏ الأسد، قال أبو سهل الهَرَوي‏:‏ إن جَعَلْتَهُ اسمًا له تكون النون فيه أصلية، ويجوز أن يكون وصفًا له وتكون النون زائدة ويكون مأخوذًا من الدرس؛ من قولهم‏:‏ طريقٌ مَدْروسٌ‏:‏ إذا كَثُرَ أخذُ الناسِ فيه، فكان الأسَدَ وُصِفَ بذلك لتذليله وتَلْيينه إيّاها‏.‏

درهس

الدِّرْهَوْس -مثال فِرْدَوْس-‏:‏ الشديد، قال رؤبة‏:‏

لم تَرَ مُذْ جَدَّ اعتِراكُ الدَّوسِ *** في اليَعْرُبِيِّيْنَ ولا في قَيْسِ

ولا جِمالات بَني حُمَيْسِ *** مِثْلَ قَدَامِيْسِ أبي الرُّبَيْسِ

جَمَّعَ من مُبَارَكٍ دِرْهَوْسِ *** عَبْلِ الشَّوى خُنَابِسٍ خِنَّوْسِ

ذا هامَةٍ وعُنُقٍ عِلْطَوْسِ ***

العِلْطَوْسِ‏:‏ الطويل‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الدَّراهِس -مثال عُذافِر-‏:‏ الكثير اللحم من كَلِّ ذي لحم، وهو الشديد أيضًا‏.‏

دسس

أبو عُبَيد‏:‏ إذا كان بالبعير شيء خفيف من الجَرَب قيلَ‏:‏ به شيء من جَرَبٍ في مَسَاعِرِه، فحينئذٍ يُدَسُّ بالهِناء في مَسَاعِرِه -وهي مَشَافِرُه وآباطُه وأرفاغُ-، يقال منه‏:‏ دُسَّ البعير فهو مدسوس، قال ذو الرُّمَّة‏:‏

فَبَيَّنَّ بَرَّاقَ السَّرَاةِ كأنَّهُ *** قَرِيْعُ هِجَانٍ دُسَّ منه المَسَاعِرُ

ومنه المثل‏:‏ ليسَ الهِناءُ بالدَّسِّ‏.‏ والمعنى‏:‏ أنَّ البعير إذا جَرِبَ في مَسَاعِره لم يُقْتَصَر من هِنَائه على مواضِعِ الجَرَبِ، ولكن يُعَمُّ بالهناءِ جميعُ جِلْدِهِ، لئلاّ يتعدى الجَرَبَ موضِعَه‏.‏ يُضْرَب للرجل يقتصر من قضاء حاجَةِ صاحِبِه على ما يتبَلّغ به ولا يُبالِغ فيها‏.‏

وقال الليث‏:‏ الدَّسُّ‏:‏ دَسُّكَ شيئًا تحت شيء؛ وهو الإخفاء، وزاد غَيرُه‏:‏ الدِّسِّيْسى‏.‏ ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أيُمْسِكُه على هُوْنٍ أمْ يَدُسُّه في التُّرابِ‏}‏، وكان أحَدُهم إذا وُلِدَ له أُنثى ضاقَ بها فلم يَدْرِ ما يَصْنَعُ؛ أيَدُسُّها تحت التُراب أم يَدْفِنُها أم يتهاوَن بها فيقبَلُها‏.‏ وقال الأزهري‏:‏ ذَكَّرَ فقال‏:‏ ‏"‏يَدُسُّه‏"‏ وهي أُنثى لأنَّهُ رَدَّه على لفظِ ‏"‏ما‏"‏ في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يَتَوارى من القَوْمِ من سُوْءِ ما بُشِّرَ به‏}‏ فَرَدَّه على اللفظ لا على المعنى‏.‏

وقال الليث‏:‏ الدَّسيس‏:‏ من تَدُسُّه ليأتيك بالأخبار‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الدَّسيس‏:‏ الصُّنَان الذي لا يقلَعُه الدواء‏.‏

والدَّسيس‏:‏ المشوي‏.‏

قال‏:‏ والدُّسُسُ -بضمُّتين-‏:‏ الأصِنَّة الفائحة‏.‏

والدَّسُسُ‏:‏ المُراؤونَ بأعمالِهِم يدخلون مع القُرّاء وليسوا قُرّاءًا‏.‏

وقال الليث‏:‏ الدَّسّاسَة‏:‏ حيَّة صمّاء تكون تحت التراب‏.‏

وقال أبو خَيْرَة‏:‏ الدَّسّاسَة‏:‏ شحمَةُ الأرض، وقال‏:‏ هي العَنَمَة -أيضًا-، والعرب تَسُمّيها الحُلَكَ وبناتِ النَّقى، تغوصُ في الرملِ كما يغوص الحوت في الماء، وبها تُشَبَّهُ بَنانُ العذارى، وايّاها أراد ذو الرُّمَّ بقوله‏:‏

خَراعِيْبُ أُمْلودٌ كأن بنانَها *** بَنَاتُ النَّقى تَخْفى مِرارًا وتظهرُ

وقال أبو عمرو‏:‏ الدَّسّاس من الحيَّات‏:‏ الذي لا يُدرى أي طَرَفيه رأسُه، وهو أخبث الحَيّات، يَنْدَسُّ في التراب فلا يظهَرُ في الشمس، وهو على لون قُلْبِ الذهب المُحَلّى‏.‏ وقال شَمِرٌ‏:‏ الدَّسّاسُ‏:‏ حَيَّةٌ أحمَرُ وكأنَّه الدم، مُحَدَّدُ الطرفينِ لا يُدرى أيُّهُما رأسُه، غليظ الجِلد لا يأخُذُ فيه الضَّرْبُ، وليس بالضخم، غليظ، قال‏:‏ وهو النَّكّاز‏.‏

والدُّسَّة -بالضَّمِّ-‏:‏ لعبة لصبيان الأعراب‏.‏

وقال ثعلَب‏:‏ سألتُ ابن الأعرابي عن قول الله تعالى‏:‏ ‏{‏وقد خابَ مَنْ دَسّاها‏}‏ قال‏:‏ معناه مَنْ دَسَّ نفسَه مع الصالحين وليس هو منهم، قال‏:‏ وقال الفَرّاء‏:‏ معناه خابَتْ نفسٌ دسَّاها الله، ويقال‏:‏ قد خابَ من دَسّى نَفْسَه فأخْمَلَها بِتَرْكِ الصَّدَقة والطّاعة‏.‏ قال‏:‏ ونُرى- والله أعلم- أنَّ دَسّاها من دَسَّسْتُ؛ بُدِّلَت سيناتُها ياءً كما قالوا تَظَنَّيْتُ من الظَّنِّ، قال‏:‏ ونُرى أنَّ دَسّاها دَسَّسَها، لأنَّ البخيلَ يُخفي منزله وماله، والسَّخيُّ يُبْرِزُ مَنزِلَهُ فيَنْزِلُ على الشَّرَفِ من الأرضِ لئلاّ يَسْتَتِرُ عن الضِّيْفانِ ومَنْ أرادَهُ، ولِكُلٍّ وَجْهٌ‏.‏ ونحو ذلك قال الزَّجّاجُ‏.‏

وانْدَسَّ الشيء‏:‏ أي انْدَفَنَ‏.‏

والتركيب يدل على دخولِ شيءٍ تحت خفاءٍ وسِرٍّ‏.‏

دعس

الدَّعْسُ‏:‏ الأثر، يقال‏:‏ رأيتُ طريقًا دَعْسًا‏:‏ أي كثير الآثار، قال الحارث بن حِلزَة اليَشْكُريُّ يَصِف آثارَ الدِّيارِ‏:‏

وغيرُ آثارِ الجِيادِ بأعْ *** راضِ الجَمادِ وآيَةِ الدَّعْسِ

والمِدعاس‏:‏ الطريق الذي ليّنَتْهُ المارّة، قال رؤبة يَصِف الحَميرَ‏:‏

في رَسْمِ آثارٍ ومِدْعاسٍ دَعَقْ *** يَرِدْنَ تحتَ الليلِ سَيّاحَ الدَّسَق

والمِدعاس -أيضًا-‏:‏ فَرَسُ الأقرع بن حابِسٍ -رضي الله عنه-، قال الفرزدق‏:‏

يُفَدّي عُلالاتِ العَبَاءَةِ إذْ دَنَا *** له فارِسُ المِدْعاسِ غَيْرَ المُغَمَّرِ

والمِدْعاس من الرماح‏:‏ الذي لا ينثني‏.‏

والدَّعْس‏:‏ الطَّعن، قال الشَّنْفَري‏:‏

دَعسْتُ على غَطْشٍ وبَغْشٍ وصُحْبَتي *** سُعارٌ وإرْزِيْرٌ ووَجْرٌ وأفكَل

ورجل مِدْعَس‏:‏ طعّان، وأنشد ابن دُرَيد‏:‏

لَتَجِدَنّي بالأميرِ بَرّا *** وبالقناة مِدْعَسا مِكَرّا

إذا غُطَيْفُ السُّلَميُّ فَرّا ***

والمِدْعَس -أيضًا-‏:‏ الرمح الذي يُدعَس به‏.‏

وطريقٌ مِدْعَس‏:‏ دَعَسَه شِدَّة الوَطْءِ‏.‏

والمَدْعَسُ -بالفتح-‏:‏ المَطْمَع، وقد يُكنّى به عن الجِماع‏.‏

ودَعَسْتُ الوِعاءَ‏:‏ حَشَوْتُه‏.‏

والدَّعْسُ‏:‏ شِدَّة الوَطْءِ‏.‏

والدَّعْسُ والدَّحْسُ في سلخِ الشّاةِ‏:‏ أن يُدخِلَ اليَدَ بين البَدَنِ والإهاب‏.‏

ورجُلٌ دَعُوسٌ وغَطوسٌ‏:‏ أي مقدام في الغَمَراتِ والحُرُوب‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الدِّعْس -بالكسر-‏:‏ القُطن‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ الدِّعْس‏:‏ لُغَةٌ في الدِّعْص‏.‏

والتَّدعيس‏:‏ مبالغةُ الدَّعْس أي الطَّعن، قال امرؤ القيس‏:‏

فَظَلَّ لِثيرانِ الصَّرِيْمِ غَماغِمٌ *** يُدَعِّسُها بالسَّمُهَرِيِّ المُعَلَّبِ

والمُداعَسَة‏:‏ المُطاعَنَة‏.‏ وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنَّه قال ليلة بدرٍ لِمَنْ كان معه‏:‏ كيفَ تُقاتِلون‏؟‏ قال عاصِم حَمِيُّ الدَّبْرِ -رضي الله عنه-‏:‏ إذا دنا القومُ حتى تنالُنا وتنالُهم الرِّماحُ كانت المُداعَسَة بالرِّماح حتى تَقَصَّفَ‏.‏

وقال أبو عُبَيد‏:‏ المُدَّعَس -على مُفْتَعَل-‏:‏ مُخْتَبَز القوم في البادِيَة، وحيثُ تُوضَع المَلَّة ويُشْتَوى اللَّحم؛ وهو الحَشْوُ، قال أبو ذؤيْبٍ الهُذَليُّ يَرْثي نُشْبَةَ بن مُحَرِّث‏:‏

ومُدَّعَسٍ فيه الأنِيْضُ اخْتَفَيْتَهُ *** بِجَرْداءَ يَنْتابُ الثَّميلَ حِمَارُها

والتركيب يدل على دَفْعٍ وتأثير‏.‏

دعبس

ابن عبّاد‏:‏ الدُّعْبُوس‏:‏ الأحمق‏.‏

دعفس

أبو عمرو‏:‏ الدِّعْفِس -مثال الدِّفْنِس- من الإبل‏:‏ التي تنتظر حتى تشرب الإبل ثم تشرَب ما يبقى من سُؤرِها‏.‏

دعكس

الدَّعْكَسَة‏:‏ لَعِبٌ للمجوس يسمُّونه الدَّسْتَبَنْدَ‏.‏ وقال الليث‏:‏ الدَّعْكَسَة لَعِبُ المجوس، يَدورونَ قد أخَذَ بعضُهم يَدَ بعضٍ كالرَّقصِ، يقال‏:‏ دَعْكَسُوا وهم يُدَعْكِسون ويَتَدَعْكَسُون؛ بعضُهم على بعض، قال‏:‏

طافُوا به مُعتَكِفِيْنَ نُكَّسا *** عَكْفَ المَجُوْسِ يَلْعَبُوْنَ الدَّعْكسَا

دغس

ابن الفَرَجِ‏:‏ أمْرٌ مُدَغْمَس ومُدَخْمَس ومُدَهْمَس ومُرَهْمَس ومُنَهْمَس‏:‏ إذا كان مستورًا‏.‏

دفس

ابن الأعرابي‏:‏ أدْفَسَ الرجُل‏:‏ إذا اسْوَدَّ وَجْهُه من غيرِ عِلَّة‏.‏

دفطس

ابن الأعرابي‏:‏ دَفْطَسَ الرجل‏:‏ إذا ضَيَّعَ مالَه، وذَكَرَه الأزهريّ بالذال المُعجَمة‏.‏